الاثنين 28 صفَر 1447 07:13هـ 25 أغسطس 2025
موقع كلمة الإخباري
دراسة حديثة تكشف ارتباطاً بين بكتيريا الأمعاء واضطرابات النوم
بغداد-كلمة الإخباري
2025 / 08 / 24
0

كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود ارتباط محتمل بين ميكروبات الأمعاء واضطرابات النوم، مما قد يفتح آفاقاً جديدة في علاج الأرق المزمن الذي يعاني منه ملايين الأشخاص حول العالم.

وأظهرت الدراسة، التي أجراها باحثون من الصين والولايات المتحدة، أن الخلل في توازن البكتيريا المعوية قد يسهم في صعوبة النوم، فيما تؤثر قلة النوم بدورها على هذا التوازن، مكونة دائرة معقدة من التأثير المتبادل.

وقاد الدراسة الطبيب النفسي شانغيون شي من جامعة نانجينغ الطبية، حيث استخدم الباحثون تقنية "التوزيع العشوائي المندلي" لتحليل البيانات الجينية لأكثر من 400 ألف شخص، وفقاً لموقع "ساينس أليرت" العلمي.

وحددت الدراسة أنواعاً معينة من البكتيريا المعوية ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالأرق، بينما تُظهر أنواع أخرى تأثيراً وقائياً محتملاً. وأشارت النتائج بشكل خاص إلى أن بكتيريا "كلوستريديوم إينوكوم"، على الرغم من أنها لا تُصنف عادة كـ"ضارة"، ترتبط بزيادة احتمالية الإصابة بالأرق.

كما تم تحديد 14 نوعاً بكتيرياً مرتبطة بارتفاع مخاطر الأرق، و8 أنواع أخرى قد تقلل من هذا الخطر. وفي الوقت نفسه، وجد الباحثون أن الأرق ذاته يؤثر سلباً على وجود 19 نوعاً مختلفاً من البكتيريا النافعة.

وأكد الباحثون أن العلاقة بين الأمعاء والدماغ ليست اكتشافاً جديداً، إذ سبق ربطها بحالات مثل التوتر والتوحد واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، بالإضافة إلى أمراض تنكسية عصبية.

ويعتقد العلماء أن بعض البكتيريا تؤثر على التفاعلات الكيميائية في الجسم، مما ينعكس على جودة النوم. ورغم أن عوامل مثل الضغط النفسي ونمط الحياة تظل مؤثرة في الأرق، يرى الباحثون أن دور الميكروبيوم المعوي يستحق مزيداً من الدراسة المعمقة.

وتفتح هذه النتائج الباب أمام علاجات مبتكرة، مثل استخدام البروبيوتيك أو زراعة الميكروبيوم، لتحسين النوم، مع الأخذ في الاعتبار التفاعلات المناعية والعصبية المعقدة التي تربط بين اضطرابات النوم وتغيرات البكتيريا المعوية.

المحرر: حيدر علي



التعليقات