الاثنين 22 صفَر 1447هـ 18 أغسطس 2025
موقع كلمة الإخباري
تقرير: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل مستقبل الإعلام وسط مخاوف مهنية وأخلاقية
بغداد-كلمة الإخباري
2025 / 08 / 17
0

منذ ظهور تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتسربها إلى قطاع الإعلام، بدأت المؤسسات الصحفية والإعلامية حول العالم تعيد النظر في أساليب عملها ومستقبل مهنتها، وسط مخاوف متزايدة من التأثيرات المحتملة على القوى العاملة وأخلاقيات المهنة.

وأظهر تقرير أصدرته “رابطة الصحافة الأوروبية” نهاية العام الماضي أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي بدأت بالفعل تحدث تحولات عميقة في طرق تصميم وإنتاج المواد الإعلامية الرقمية، رغم أن هذه التقنيات لا تزال في مراحلها الأولى.

وكشف استطلاع واسع شمله التقرير بين محررين ومنتجين في وسائل إعلام أوروبية أن 84% من المشاركين يعتقدون أن المحررين سيستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي بنسبة عالية في المستقبل، فيما يرى 85% منهم ضرورة إخضاع هذا الاستخدام لقواعد صارمة.

وحذر 97% من المشاركين من تداعيات كبيرة على أخلاقيات المهنة، بينما توقع 91% أن يسهم الذكاء الاصطناعي في ترويج الأخبار الكاذبة، فيما يؤمن 96% منهم بحق القارئ في معرفة استخدام الذكاء الاصطناعي في المادة الإعلامية.

ويعتبر خبراء أن نقطة التحول الحاسمة في هذا المجال كانت أواخر عام 2022، مع إطلاق تطبيق “تشات جي بي تي” الذي سرعان ما بدأت وسائل إعلام رقمية كبرى باستخدامه في إنتاج أو توليد المحتوى الإعلامي.

وتشير الدراسات إلى أن المؤسسات الإعلامية تستثمر بشكل متزايد في تطوير الأدوات الرقمية لدمج التكنولوجيا مع القدرة الإبداعية البشرية، حيث أصبحت هذه الأدوات قادرة ليس فقط على تسهيل المهام الصحفية، بل أيضاً على التحقق من دقة المعلومات والتفاعل المباشر مع القراء.

ويجمع خبراء على أن وسائل الإعلام التي لا تسارع إلى الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي “محكومة بالاندثار”، محذرين في الوقت نفسه من عواقب عدم إخضاع هذا الاستخدام لضوابط قانونية ملزمة وواضحة.

وتقول العالمة البريطانية مارغريت بودين، إحدى أبرز الخبيرات العالميات في مجال الذكاء الاصطناعي، إن “الذكاء الاصطناعي مثل الفأس، يمكن استخدامها للخير وللشر”، وتحذر من فكرتين خاطئتين: الأولى أن قدراته أكبر مما هي عليه فعلاً، والثانية أنها أقل بكثير مما نعتقد.

ويتوقع متخصصون أنه بحلول نهاية العقد الحالي، ستكون تطبيقات الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مواد إعلامية متكاملة في مجالات البحث والتحقيق، وفق معايير محددة مسبقاً، وقد تصل إلى إنتاج عوالم افتراضية يصعب تمييزها عن الواقع.

وينقسم الخبراء حول قدرة الذكاء الاصطناعي على الاستغناء عن الصحفيين، فبينما يرى البعض أن الخبر في أساسه إنتاج بشري صرف لأنه فريد وجديد وحصري، يتوقع آخرون أن يؤدي استخدام هذه التقنيات إلى تقليص أعداد العاملين في القطاع، خاصة أن جودة المواد التي تنتجها باتت عالية ويصعب تمييزها عن المحتوى البشري.

وبالرغم من الجدل المستمر، تشير المؤشرات إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون “شريكاً أساسياً” في مستقبل الإعلام، مع توقعات بتزايد استخدامه في إنتاج الأخبار والعناوين والصور والرسوم البيانية، وحتى في توليد مذيعين افتراضيين في قطاعي الإذاعة والتلفزيون.

المحرر: حسين صباح



التعليقات