أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز أن واشنطن ستصعد ضغوطها على إيران إذا استمرت في تطوير قدراتها النووية ودعم ما وصفه بـ"الإرهاب" في المنطقة، في تصريحات جاءت عقب انتهاء الإعفاءات الأمريكية التي كانت تسمح للعراق باستيراد الطاقة من طهران.
جاء ذلك في منشور خاص لوالتز على حسابه بمنصة أكس، عقب مباحثات أجراها مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وأعرب والتز عن مخاوفه بشأن الفيضانات الأخيرة في بغداد.
كما أكد على أهمية التحرك نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين مبنية على المصالح الأمنية والتجارية.
وأشار مستشار الأمن القومي الأمريكي إلى أن قرار عدم تجديد الإعفاء من العقوبات على صادرات الكهرباء الإيرانية يتوافق مع استراتيجية "الضغط الأقصى" للرئيس ترامب على إيران، وأن الضغط على إيران سيزداد إذا استمرت إيران في تطوير قدرات الأسلحة النووية ودعم الإرهاب في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك في العراق.
ورحب بـ"جهود السوداني لتحقيق استقلال الطاقة للعراق، وشجع حكومته على الترحيب بمزيد من شركات الطاقة الغربية والأمريكية في قطاعي النفط والغاز في العراق".
كما حث مستشار الأمن القومي الحكومة العراقية على العمل مع حكومة إقليم كردستان العراق لمعالجة النزاعات الخاصة بالعقود ودفع المتأخرات المستحقة لشركات الطاقة الأمريكية، وطلب أيضًا من الحكومة العراقية الاحتفاظ بمنسق استثمار للعمل مع الشركات الأمريكية التي تسعى إلى الاستثمار والعمل في العراق.
وشكر مستشار الأمن القومي رئيس الوزراء على التزامه بالعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والعراق، وأكد على التزام إدارة ترامب بتعميق العلاقات في مجال الطاقة والاقتصاد بين البلدين بما يعود بالنفع على الشعبين الأمريكي والعراقي.
وكان بيان لمكتب السوداني ذكر أن الأخير ووالتز أكدا التزامهما بتعزيز وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة، فيما أشار والتز إلى أن "إنهاء استثناء الكهرباء المجهزة من إيران يرتبط بسياسة الضغط الأقصى، مما يؤكد أهمية التنسيق الثنائي لتفادي أي آثار سلبية محتملة على استقرار العراق".
وانتهت السبت، (8 آذار/ مارس 2025)، مدة الاستثناء الذي أعطته الولايات المتحدة للعراق من العقوبات المفروضة على إيران، وبالتالي فإن حكومة بغداد لن تتمكن من استيراد الغاز الإيراني اللازم لتشغيل محطات الكهرباء في عموم البلاد.
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية، الأحد، إنهاء الإعفاءات التي كانت تسمح للعراق بشراء الكهرباء من إيران، في إطار سياسة "الضغوط القصوى" التي تنتهجها إدارة الرئيس دونالد ترامب ضد طهران.
وشددت واشنطن على رفضها تقديم أي إغاثة اقتصادية لإيران، مشيرة إلى أن الهدف هو إنهاء التهديد النووي الإيراني، والحد من برنامجها الصاروخي، ومنع دعمها للجماعات المسلحة.
ويعتمد العراق منذ سنوات طويلة، على استيراد الكهرباء والغاز من إيران، وخاصة في ذروة فصل الصيف، ويعتمد بهذا على الإعفاءات الأمريكية المستمرة، والتي تصدر أكثر من مرة خلال كل عام.
وكان العراق، وقع في كانون الأول/ أكتوبر 2024، اتفاقا مع تركمانستان، لاستيراد الغاز بكميات تصل إلى 20 مليون متر مكعب من يوميا، عبر شبكة خطوط الأنابيب الإيرانية باستخدام آلية المبادلة لتيسير النقل، لكن لم يبدأ العمل به الآن بسبب مشاكل فنية، كما أعلنت وزارة الكهرباء مؤخرا.
وفي تصريحات صحفية، أكد نائب رئيس لجنة الكهرباء في البرلمان، وليد السهلاني، أن انقطاع الغاز الإيراني، سيسبب خسارة 8 آلاف ميغاواط من منظومة الكهرباء في البلاد.
فيما كشف المتحدث باسم لجنة النفط والغاز النيابية، علي شداد، عن توجه الحكومة لاستيراد الغاز الخليجي بدلاً عن الإيراني بعد العقوبات الأمريكية الأخيرة، معلناً عن مشروع يجري العمل على إنجازه بسرعة عالية في البصرة، أقصى جنوبي البلاد.
المحرر: حسين صباح