اعتبرت تقارير لمراكز بحثية وخبراء في مجال الموارد المائية، يوم الأحد، موجة الأمطار الأخيرة التي شهدها العراق، قد جاءت مؤاتية في الوقت الذي يشكو فيه البلد من ظروف مناخية قاسية وارتفاعاً في درجات الحرارة.
وذكرت عدة تقارير تابعها كلمة الإخباري أن " العراق قد شهد خلال الأعوام الماضية ظروفاً مناخية قاسية، شملت درجات حرارة صيفية قياسية تجاوزت 50 درجة مئوية في العديد من المناطق، فضلاً عن قلة الأمطار وتكرار العواصف الرملية والترابية".
وتابعت بأن "التصحر يؤثر على 39% من أراضي البلاد، كما تدهورت 54% من أراضيها الزراعية، ويرجع ذلك أساسًا إلى ملوحة التربة الناجمة عن انخفاض منسوب الأنهار، ونقص الأمطار وارتفاع منسوب مياه البحار".
وحتى قبل شهر مضى، كشف وزير الموارد المائية العراقي، عون ذياب، أن البلد سيواجه عام جاف بامتياز الصيف المقبل، نتيجة تناقص كميات الأمطار والثلوج الهاطلة.
وقال ذياب: إن "هناك مخاوف من شح المياه خلال الصيف المقبل، وفي حال لم نشهد هطولاً للأمطار خلال شهري آذار ونيسان المقبلين، للاستفادة منها في رية الفطام لمحصول الحنطة، وتأمين منسوب السدود والخزانات، فإن العراق سيواجه عاماً جافاً بامتياز، نتيجة تناقص كميات الأمطار والثلوج الهاطلة".
في حين اعتبرت التقارير موجة الأمطار الغزيرة خلال الأيام القليلة الماضية، قد أعادت الأمل للبلد لإنقاذ ما تبقى من أراضيه الزراعية، وزيادة خزينه المائي.
وفي السياق ذاته، أكد مدير الموارد المائية في ذي قار، هاشم محيبس، يوم الأحد، أن "الكميات المطرية التي شهدتها المحافظة يومي الجمعة والسبت الماضيين كانت السبب الرئيس في ارتفاع مناسيب الأنهار وسقي الأراضي الزراعية مما أسهم بشكل كبير في تخفيف الضغط على المشاريع الإروائية التي تديرها الوزارة".
وأضاف أن "هذا التحسن في المناسيب أسهم في إطفاء المضخات المائية التي كانت تضخ المياه في الأراضي الزراعية وفقاً للخطة الزراعية، ما يتيح تسخير الموارد المائية في دعم المناطق الأهوارية التي تعتمد على تدفقات المياه للحفاظ على بيئتها".
وذكر محيبس أن منسوب نهر الفرات في مناطق أهوار "الجبايش" قد ارتفع بشكل ملحوظ، حيث بلغ 102 سم بعد أن كان 90 سم في الأسبوع الماضي.
وأكد أن هذه الزيادة تمثل مستوى أعلى مقارنة بالعام الماضي، مشيراً إلى أنها "كانت ضرورية لتوفير حصة مائية كافية للأراضي الزراعية خاصة لمحصولي الحنطة والشعير، وكذلك للأهوار التي تحتاج إلى هذه المياه للحفاظ على حياتها البيئية".
المحرر: سراج علي