كانت مطالبات المجتمع الأمريكي ليلة تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، بوجود رئيس متدين وغير شاذ، تمثّل مؤشّراً لدى الأخير، والذي يبدو أنه يتخذ حالياً إجراءات على مستويات مختلفة لمحاربة المثليين أو ما يُعرفون بمجتمع الـ (ميم) في الولايات الأمريكية.
وفي الساعات الأولى من ولايته كرئيس، وقع ترامب على أمر يعترف بـ "الجنسين، الذكر والأنثى"، وقال: إن "هذين الجنسين محددان عند الولادة ولا يمكن تغييرهما".
كما ذكرت وسائل إعلام أمريكية تابعها (كلمة) أنّ "ترامب هاجم أسقف واشنطن ماريان إدغار بودي التي وجهت له نداءً مباشرة عن المثليين أو ما يرمز لهم بـ (LGBTQ+)، وذلك خلال كلمتها خلال خدمة في الكاتدرائية الوطنية في اليوم التالي ليوم تنصيبه".
وفي منشور على موقع التواصل الاجتماعي التابع له (Truth Social) وصف ترامب بودي بأنها "كارهة ترامب من اليسار المتطرّف"، وقال: إنها "جلبت كنيستها إلى عالم السياسة بطريقة غير لائقة للغاية" وطالبها بالاعتذار.
وبينما كان ترامب يجلس في المقعد الأول من الكاتدرائية الوطنية خلال صلاة تقليدية، طلبت الأسقف بودي من ترامب "أن يرحم الناس الذين يشعرون بالخوف الآن". في إشارة منها إلى الأفراد المثليين الذينَ أتاح لهم الرئيس السابق جو بايدن كل شيء وأعلن في وقت سابق أن الولايات المتحدة الأمريكية "أمّة مثلية".
وبتاريخ (23 كانون الأول/ ديسمبر 2024) تعهد ترامب بوصف ما أسماه بـ "جنون التحوّل الجنسي" في هجوم جديد ضد مجتمع المثليين والمتحولين جنسياً.
وأكد ترامب خلال فعالية للمحافظين الشباب في فينيكس بولاية أريزونا، أنه سيوقع بمجرد تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير "مراسيم لإنهاء تشويه الأطفال جنسياً وإخراج المتحولين جنسياً من الجيش ومن مدارسنا الابتدائية والمتوسطة والثانوية".
وتعهد أيضا بـ"إبعاد الرجال عن الرياضات النسائية"، مشدداً على أن "السياسة الرسمية لحكومة الولايات المتحدة ستتمثل في أنّ ثمة جنسين فقط، ذكر وأنثى".
كما حظرت إدارته رفع الأعلام غير الأميركية على السفارات ومنها العلم الخاص بالمتحولين جنسياً الذين سمح لهم الرئيس السابق بالانتشار والظهور علناً.
وجاءت انتقادات ترامب وتعهداته بعد عدة أيام من إعطائه الضوء الأخضر للجمهوريين في مجلس الشيوخ بتمرير ميزانية وزارة الدفاع (البنتاغون) البالغة (895) مليار دولار لعام (2025)، التي تتضمن بنوداً تمنع تغطية تكلفة علاجات العمليات الجراحية للمتحولين جنسياً من أطفال العسكريين الأميركيين. وأقر المجلس القانون بأغلبية (85 صوتاً) مقابل (14) وامتناع عضو عن التصويت.
وفيما صار الاتجاه خلال الفترة الرئاسية السابقة لتشجيع المثليين، تشير التقديرات الرسمية إلى وجود نحو (10 آلاف) طفل وشاب متحولين جنسياً، وهؤلاء تتراوح أعمارهم بين (6 – 22 عاماً).
ويؤكد مراقبون أمريكيون أن ترامب سيتمكن "من تنفيذ ما أعلنه مؤخراً ضد وجود المتحولين جنسياً في المدارس العامة وأفرع القوات المسلحة والمنافسة الرياضية".
وتتزامن مثل هذه التحركات الحكومية، مع إعلان ولاية تينيسي حظر تقديم الهرمونات الجنسية ومعوقات البلوغ للقصّر، وإجراء عمليات جراحية للقصّر الذين يعرفون بأنهم متحولون جنسياً، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام الأمريكية.
وقد أشاد المحافظون في مختلف أنحاء أفريقيا وعدد من دول العالم، بالأوامر التنفيذية التي أصدرها الرئيس الأمريكي بشأن النوع الاجتماعي والتنوع، حيث شملت هذه القرارات إصدار أوامر بإلغاء بعض الحماية للأشخاص المتحولين جنسياً.
وفي إزاء ذلك، يستعد مستشار الرئيس الأمريكي إيلون ماسك، لدعم الفعاليات التي تحارب المثليين، ومنها دعمه لفيلم وثائقي بعنوان (ما هي المرأة) الذي يُناقش فكرة المتحولين جنسياً والشذوذ الجنسي.
وبحسب الجهة المنتجة للفيلم فإنه "يحمل السؤال الذي لا يسمح لك بطرحه، ويتساءل عن المنطق وآراء حركة لإيديولوجيا الجندرية التي استهدفت الأطفال والنساء في الولايات المتحدة".
كما نشر ماسك في وقت سابق صورة ساخرة ضد الشركات التي تدعم أفكار المتحوّلين جنسياً، إضافة إلى تقديم عرض بقيمة ملياري دولار أمريكي لدعم الأعمال الفنية المحاربة للمثليين.
ووفقاً لتقارير إعلامية تابعها (كلمة) فإن "فوز دونالد ترامب أدى إلى تقليل تركيز الأعمال السينمائية القادمة على تمثيل قضايا مجتمع الــ (ميم) بعدما أثرت هذه الأجندات على جودة العديد من الأعمال السينمائية".