الجمعة 31 رَجب 1446 04هـ 31 يناير 2025
موقع كلمة الإخباري
ترامب يقرر سجن المهاجرين في "غوانتانامو".. فما هو المصير الذي ينتظرهم؟
بغداد ـ ترجمة/ كلمة
2025 / 01 / 30
0

جعلَ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ترحيل المهاجرين، جزءاً أساسياً من حملته الانتخابية ورئاسته، وصرّح يوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة ستستخدم مركز احتجاز في (خليج غوانتانامو) بكوبا لاحتجاز عشرات الآلاف ممن وصفه بـ "أسوأ الأجانب والمهاجرين المجرمين".

ولكن ما الذي يجب أن تعرفه عن خليج غوانتانامو، القاعدة التي سيرسل إليها ترامب "الأجانب المجرمين".

في تقرير نشرته شبكة (kron4) باللغة الإنجليزية وترجمه موقع (كلمة) فقد "جعل الرئيس الأمريكي ترحيل المهاجرين جزءاً أساسياً من فترته الرئاسية بعدما وعد بذلك خلال حملته الانتخابية التي أهلته للفوز بولاية ثانية كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية".

وذكر التقرير أن "ترامب قال أمس الأربعاء خلال توقيع قانون ليكن رايلي: "سنرسلهم إلى غوانتانامو".

ووفقاً للتقرير فإن الرئيس الأمريكي "وقّع في وقت لاحق على مذكرة رئاسية وقال إنه سيوجه المسؤولين الفيدراليين لتجهيز المرافق لاستقبال المهاجرين في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني".

وينقل التقرير عن مسؤول الحدود توم هومان قوله: إن "إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية ستدير المنشأة" ومع ذلك، لم تتضح تفاصيل الخطة على الفور.


  كيف تستخدم الحكومة الأمريكية القاعدة في غوانتانامو؟  

في حين تشتهر القاعدة البحرية الأميركية في كوبا بسجن المشتبه بهم الذين تم جلبهم بعد هجمات (11 أيلول/ سبتمبر 2001) فإنها تضم منشأة صغيرة منفصلة تُستخدم لعقود من الزمن لاحتجاز المهاجرين، حيث يُستخدم مركز عمليات المهاجرين للتعامل مع الأشخاص الذين يتم اعتراضهم أثناء محاولتهم الوصول إلى الولايات المتحدة بالقوارب بشكل غير قانوني. وأغلب هؤلاء الأشخاص من هايتي وكوبا.

ويشكل المركز جزءاً صغيراً من القاعدة، ويتضمن عدداً قليلاً من المباني وليس هناك قدرة على استيعاب (30 ألف) شخص، ولكن ترامب قال: إنه "يمكن إرسالهم إلى هناك".

ويعمل مركز احتجاز المهاجرين بشكل منفصل عن مركز الاحتجاز العسكري وقاعات المحاكم المخصصة للأجانب المعتقلين في عهد الرئيس جورج دبليو بوش خلال ما أسمته تلك الإدارة "حربها على الإرهاب". ويضم هذا المرفق (15 مُعتقلاً)، بما في ذلك العقل المدبّر لهجمات (11 أيلول/ سبتمبر) خالد الشيخ محمد، وهذا أقل من ذروته التي بلغت نحو (800 معتقل).


  من سيُحتجز في غوانتانامو؟  

من جهتهم قال مسؤولون في الإدارة الأميركية في تصريحات متفرقة: إن مراكز احتجاز المهاجرين في غوانتانامو سوف تُستخدم لسجن لأسوأ الأسوأ.

وقد استخدمت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم وهومان هذه العبارة أثناء حديثهما إلى الصحفيين خارج البيت الأبيض.

وكان بيان البيت الأبيض قال في وقت سابق: إن "المنشأة الموسعة من شأنها توفير مساحة احتجاز إضافية للمجرمين الأجانب ذوي الأولوية العالية والمتواجدين بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة، ومعالجة احتياجات إنفاذ قوانين الهجرة المصاحبة".

وسائل الإعلام ذكرت أن "ترامب قد تحدّث مراراً وتكراراً عن المخاطر التي يواجهها الأميركيون من المهاجرين الذين يعيشون في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني والذين يقدر عددهم بنحو (11 مليون) مهاجر.

وفي حين يتم اتهام المهاجرين بانتظام بارتكاب جرائم كبرى، فإنهم يشكلون نسبة ضئيلة من إجمالي السكان. ولم تجد الدراسات الأكاديمية التي راجعها النظراء عموما أي صلة بين الهجرة والجرائم العنيفة، على الرغم من تباين الاستنتاجات.


  معلومات أخرى عن مركز عمليات المهاجرين؟  

في تقرير صدر العام الماضي، قالت منظمة غير ربحية تدعى (مشروع مساعدة اللاجئين الدولي): إن "الناس محتجزون في ظروف أشبه بالسجن"، مضيفة أنهم "محاصرون في نظام عقابي إلى أجل غير مسمى، دون محاسبة المسؤولين عن إدارة هذا النظام".

وقالت ديبا ألاجيسان، وهي محامية مشرفة بارزة على المجموعة: إنهم "يعتقدون أن السجن يستخدم لاحتجاز عدد صغير من الأشخاص في رقم مزدوج" كما أثار احتمال استغلالها لعدد أكبر من المهاجرين قلقها. 


  هل تمتلك أمريكا مساحة احتجاز كافية لخطط ترامب؟  

تعهد ترامب بترحيل ملايين الأشخاص الذين يعيشون بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة، لكن ميزانية إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الحالية لا تحتوي إلا على ما يكفي من الأموال لاحتجاز حوالي (41 ألف) شخص.

وتحتجز إدارة الهجرة والجمارك المهاجرين في مراكز المعالجة التابعة لها وفي مرافق الاحتجاز التي تديرها شركات خاصة، إلى جانب السجون والمعتقلات المحلية. ولا توجد لديها مرافق مخصصة لاحتجاز الأُسر، التي تشكل ما يقرب من ثلث الوافدين إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.

خلال فترة ولاية ترامب الأولى، سُمِح باستخدام القواعد العسكرية لاحتجاز الأطفال المهاجرين. وفي عام 2014، اعتمد الرئيس باراك أوباما مؤقتًا على القواعد العسكرية لاحتجاز الأطفال المهاجرين بينما كثف من مراكز الاحتجاز العائلية التي تديرها شركات خاصة لاحتجاز عشرات الآلاف من عائلات أمريكا الوسطى التي تم القبض عليها أثناء عبور الحدود بشكل غير قانوني.

لقد تم استخدام القواعد العسكرية الأميركية مراراً وتكراراً منذ سبعينيات القرن العشرين لاستيعاب موجات المهاجرين الفارين من فيتنام وكوبا وهايتي وكوسوفو وأفغانستان.


  ماذا يقول المحامون في قضايا 11 سبتمبر؟  

قالت مجموعة قانونية تدافع عن حقوق الإنسان وتمثل عشرات الرجال المعتقلين في القاعدة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول إن قرار إرسال المهاجرين إلى غوانتانامو "ينبغي أن يثير الرعب في نفوسنا جميعاً".

وقال فينس وارن، المدير التنفيذي لمركز الحقوق الدستورية ومقره نيويورك، في بيان: "إن أمر ترامب يرسل رسالة واضحة بتصوير المهاجرين وطالبي اللجوء على أنهم التهديد الإرهابي الجديد، الذي يستحق التخلص منه في سجن وسط جزيرة معزولة، وإبعادهم عن الخدمات القانونية والاجتماعية والدعم".


  ما هو رد الفعل في كوبا؟  

لقد استأجرت الولايات المتحدة غوانتانامو من كوبا لأكثر من قرن من الزمان. وتعارض الأخيرة هذا الإيجار في الوقت الحاضر.

وانتقد مسؤولون حكوميون من جهتهم تصريحات ترامب، حيث اعتبر الرئيس ميغيل دياز كانيل القرار "عملاً وحشيًا" ووصف القاعدة بأنها "تقع في أراضٍ كوبية محتلة بشكل غير قانوني".

فيما قال وزير الخارجية برونو رودريغيز في تدوينة على موقع (أكس): إن "قرار الحكومة الأميركية بسجن المهاجرين في قاعدة غوانتانامو البحرية، في جيب أنشأت فيه مراكز تعذيب واحتجاز غير محدد الأجل، يُظهر ازدراءً للحالة الإنسانية والقانون الدولي".




التعليقات