الخميس 15 رَجب 1446هـ 16 يناير 2025
موقع كلمة الإخباري
بالأرقام والتفاصيل.. ماذا تعرف عن اتفاق إنهاء أطول حرب على غزة؟
خاص ـ كلمة | سراج علي
2025 / 01 / 16
0

إنّ كان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، الذي أُعلن عنه مساء الأربعاء، مهماً عالمياً، فليس بقدر أهميته لأهالي غزّة المحاصرة منذ (15 شهراً) بالتمام، والتي خسرت الآلاف من الضحايا جراء القصف المستمر الذي ختم الساعات الأخيرة قبل إعلان الاتفاق بارتكاب ست مجازر، راح ضحيتها مواطنون كانوا يأملونَ أن يعيشوا لفترة أطول.

ويؤكد مراقبون بأن "التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار ينهي معاناة الشعب الفلسطيني في غزة".

ووفقاً لما نشرته وسائل إعلام محلية ودولية تابعها موقع (كلمة) الإخباري، فإن إسرائيل وحماس اتفقتا على وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب المدمّرة، ومع ذلك لا يزال من غير الواضح متى سيبدأ فعلياً هذا القرار.

وتأتي هذه التطورات بعد (467 يوماً) من الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى في (7 تشرين الأول/ اكتوبر 2023).

وفي هذه المتغيرات الجديدة، أعلن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نجاح الجهود لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وموافقة كل من المقاومة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية على الاتفاق.

وفي مؤتمر صحافي، عقده مساء الأربعاء، أشار ابن عبد الرحمن آل ثاني، إلى أنّ تنفيذ الاتفاق سيبدأ يوم الأحد المقبل، مؤكداً استمرار العمل مع حركة حماس وإسرائيل، بشأن خطوات تنفيذ الاتفاق، وعمل قطر ومصر والولايات المتحدة على ضمان تنفيذه.

كما أوضح أنّ تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق، ستأتي بعد الانتهاء من المرحلة الأولى، مشيراً إلى أنّه "ستكون هناك آليات لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ومتابعة أي خروق قد تحدث".

في حين أكّد رئيس حركة حماس في قطاع غزة، ورئيس وفدها للمفاوضات، الدكتور خليل الحية بعد إعلان وقف إطلاق النار، أنّ معركة طوفان الأقصى شكّلت "منعطفاً مهماً في تاريخ القضية الفلسطينية، وأنّ آثارها لن تتوقّف بانتهائها"، مشيراً إلى أنّ "ما فعلته كتائب القسّام أصاب كيان العدو في مقتل، وسيبقى في سجل التاريخ".

وفي كلمة متلفزة عقب إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، توجّه الحية بالتحيّة إلى كلّ الذين "ارتقوا في أشرف معركة وأعظم قضية"، مؤكّداً أنّ "الشعب الفلسطيني سيستعيد كامل حقوقه، وأنّ الاحتلال سيندحر عن الأرض والقدس والمقدّسات".

وقال الحية: إن "صمود شعبنا وبسالة مقاومته هما اللذان أفشلا مخطّطات العدو"، مضيفاً أن "مقاتلينا نفّذوا عمليات ضدّ العدو بإرادة وقوة لم يرَ العالم مثيلاً لهما".

وأكد الحية: "لن ننسى ولن نغفر وليس منا من يفرّط في حقّ تضحيات شعبنا بقطاع غزة"، لافتاً إلى أنّ "عدونا لن يرى منا لحظة ضعف أبداً وشعبنا لن ينسى كلّ من شارك في حرب الإبادة".

كما وصف الحية ما قام به الاحتلال وداعموه في غزة، بـ "حرب إبادة وحشية، وجرائم نازية، ومعاداة للإنسانية، على مدى (467 يوماً)"، مؤكّداً أنّ "جرائم الاحتلال ستبقى محفورة في ذاكرة العالم وإلى الأبد كأبشع إبادة جماعية في العصر الحديث" بحسب قوله.

بدوره صرّح الرئيس الأمريكي جو بايدن قائلاً: إن "الخطوط العريضة للاتفاق وُضعت بناءً على خطة وقف إطلاق النار في (أيار/مايو 2024)"، مشيراً إلى أنّ "المفاوضات بشأن الاتفاق هي "من بين الأصعب التي شهدها على الإطلاق".

وأعلن بايدن أنّ "عمليةً كبيرةً لإعادة إعمار غزة ستبدأ".

ووفقاً لتفاصيل جديدة اطلع عليها (كلمة) فإنّ اتفاق وقف إطلاق النار "سيدخل حيّز التنفيذ بعد (24 ساعة) من الإعلان عنه".

وينصّ الاتفاق على انسحابٍ إسرائيلي كامل نحو الحدود من مناطق قطاع غزة كافة، إضافة إلى الانسحاب من معبر رفح وفتحه، والانسحاب من ممر (نتساريم)، ومحور (فيلادلفيا) بالتدريج.

وفي المرحلة الأولى من الاتفاق، سيتمّ الإفراج عن كلّ أسرى (صفقة شاليط) المُعاد اعتقالهم في سجون الاحتلال. كما ستفرج إسرائيل عن (30 معتقلاً فلسطينياً) مقابل كلّ محتجز مدني إسرائيلي، و(50 معتقلاً) مقابل كلّ جندية إسرائيلية.

كما ستفرج إسرائيل خلال المرحلة الأولى عن قرابة (2000 أسير فلسطيني) بينهم (250 شخصاً) من ذوي الحكم المؤبّد.

كذلك، يتضمّن الاتفاق الإفراج عن مئات الأسرى المحكومين بالمؤبّد والأحكام العالية، فضلاً عن تبييض سجون الاحتلال من جميع الأسرى النساء والأطفال تحت سن (19 عاماً).

وبحسب العديد من المراقبين ممن تحدثوا لـ (كلمة) فإنه رغم ما جرى على الفلسطينيين في القطاع المحاصر لـ (467 يوماً)، "ظهرت نافذة صغيرة الآن من الأمل لأهالي القطاع، ولكنّها ستبقى ضيّقة أمام أحلامهم في العيش بأمان، حيث لا تزال العديد من القضايا السياسية لم تُحسم بعد".

ما ذهب إليه المراقبون كشف عنه تصريح مستشار الرئيس الفلسطيني محمود الهبّاش الذي اتهم كلاً من إسرائيل وحماس بتغييب السلطة الفلسطينية عن المشهد في القطاع.

وقال الهبّاش في تصريحات تابعها (كلمة): "لا يمكن أن نقبل إلا بأن يكون قطاع غزة والضفة الغربية ضمن وحدة قانونية وسياسية وإدارية واحدة، تحت مسؤولية جهة واحدة هي السلطة الوطنية".

وأضاف أن "هناك رغبة جامحة من المواطنين الفلسطينيين وتأييداً واسعاً لعودة السلطة لتولي مقاليد الأمور في القطاع كما كانت قبل (17 عاماً)".

وحذر الهباش من أن تغييب السلطة الفلسطينية "يشكل خطراً على قطاع غزة وعلى المشروع الوطني الفلسطيني"، مضيفاً، "لن نقبل بلجنة إسناد ولا بأي جهة غير السلطة الوطنية والحكومة الفلسطينية لتتولى الأمور في قطاع غزة".

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى أن "غزة بحاجة إلى حكومة مسؤولة قادرة على مداواة جراح الفلسطينيين"، معلناً استعداد حكومته "لتحمل مسؤولياتها في غزة وتطبيق القرار الأممي (2735)".

ويتضح من خلال هذه التصريحات أن واحدة من أكثر القضايا الغامضة في المفاوضات تتعلق بالجهة التي ستحكم قطاع غزة بعد إنهاء الحرب، فيما أشار المراقبون إلى أن "جولة المحادثات التي سبقت إعلان الاتفاق لم تعالج هذه القضية؛ بسبب تعقيدها، مما يجعل اتفاق وقف إطلاق النار قصير المدى إلى حدٍ كبير".

ووفقاً لمصادر رسمية فلسطينية، خلفت الحرب أكثر من (156 ألف) شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد على (11 ألف) مفقود.

وفي الأسابيع الماضية التي سبقت إعلان الاتفاق، كثّف وسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة جهودهم لعقد لقاءات غير مباشرة بين الطرفين، وكانت التقارير الإعلامية الصادرة يوم أمس الثلاثاء، قد ذكرت موافقة الجانبين على المسودة الأولية للاتفاق.

هذا ويأتي الاتفاق بعد أسابيع من جولات مكثفة من المفاوضات غير المباشرة في العاصمة القطرية الدوحة بين إسرائيل وحماس، بوساطة وسطاء من الولايات المتحدة ومصر وقطر. كما حضر مبعوثون من إدارة الرئيس جو بايدن وفريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب؛ لإبرام اتفاق بين الجانبين.

وكان أواخر سنة (2023) قد شهد إطلاق سراح حوالي (100 أسير) إسرائيلي في صفقة مماثلة مع حماس.

ويذكر أن الحرب الإسرائيلية على غزة أسفرت حتى تاريخ إعلان وقف إطلاق النار، عن مقتل أكثر من (46.707 أشخاص) وجرح أكثر من (110.265 آخرين)، بحسب الأرقام التي سجّلتها وزارة الصحة الفلسطينية.



التعليقات