الأربعاء 14 رَجب 1446هـ 15 يناير 2025
موقع كلمة الإخباري
سجائر الـ (Vape).. كيف يُنظر لها في العراق وما تأثيرها على المراهقين؟
خاص ـ كلمة | سراج علي
2025 / 01 / 09
0

شبابٌ بعمر الورود وآخرون لا زالوا في طور الطفولة والمراهقة، يحاولون من خلال أداة سحرية رخيصة الأثمان وزاهية الألوان صنعَ دوائرَ متعاقبة من الدخان، ظناً بأنها تصنعُ منهم رجالاً شجعانْ، ولكن مثل هذه الظاهرة التي انتشرت بشكل واسع في العراق والعالم، لا تزال تثير القلق لما يمكن أن تفعله في جسم الإنسان؟!.. فهل هي يا ترى أسلوبٌ حضاري محبّب اجتماعياً أم عادة سيّئة ومضرّة صحياً؟

عالمياً.. انتبهتِ المملكة البريطانية المتحدة ودول أخرى مبكراً لظاهرة انتشار تدخين السجائر البخارية الـ (Vape) بين شريحة الشباب والمراهقين وربّما حتى من هم أدنى عمراً، واعتبرتها عادة "سيئة" ولا تليق بهم اجتماعياً، إلى جانب الاحتمالات الكبيرة حول أضرارها على صحّتهم.

ولكنّ عادةَ تدخينِ السجائر الإلكترونية ازدادت بشكل أكبر بين صفوف الشباب والمراهقين والأطفال لي في بريطانيا وحدها، وإنما في دول عديدة بينها العراق خلال السنوات الأخيرة؛ ويعدّ اليوم في أعلى قائمة البلدان المستوردة لها.

ماذا تقول الدراسات الطبية الحديثة؟

وتظهر الدراسات الحديثة ومنها الدراسة التي أجراها معهد الرئة بجامعة كيب تاون، أن الآلاف من الشباب والمراهقين يستخدمون السجائر الإلكترونية، وأكثر من رُبعهم بعمر (14 عاماً) فما دون.

في العراق تشكو إدارات المدارس وحتى التلاميذ والطلاب الذين تحدّثوا لـ (كلمة) من "حالة انتشار تدخين (الفيب) بين التلاميذ والطلاب، خصوصاً وأن بعضهم يمتلك ثمنها، وآخرون ربما يحصلون عليها خلسةً من آبائهم" وهو ما يتطلب الوقوف عنده لمناقشة مثل هذه الظاهرة التي وصفها المتحدّثون بـ "غير الحضارية" و"العدو القاتل" و "السمّ الفتّاك" الذي ينتشر بين صفوف الصغار والمراهقين.

واستطاع (كلمة) أن يعرف من خلال أكاديميين وخبراء في الصحة، فضلاً عن تقارير مراكز البحوث ووسائل الإعلام، أنّ "الحالة بدأت من موضة بين الكبار إلى إدمان على استخدامها بين المراهقين والصغار".

والتدخين الإلكتروني هو استنشاق بخار ناتج عن سيجارة إلكترونية. يقوم مثل هذا النوع من السجائر أو (أقلام التدخين) الإلكتروني بتسخين سائل حتى يتحول إلى بخار، ويمكن أن يحتوي السائل على النيكوتين أو مستخلص الماريجونا أو الزيت.

وقبلَ أن نغوص في عمق هذه الظاهرة محلياً على مستوى العراق، يجب أن نعرف أنها أصبحت مشكلة متفاقمة على مستوى العالم.

تقول الرئيسة التنفيذية لمركز (VPASA) للأبحاث الاجتماعية أساندا جوكوي في تفصيلات مهمة للغاية ترجمها (كلمة): إن "هناك حاجة إلى مزيد من البحث؛ لفهم ما يدفع الأطفال والقُصّر إلى التدخين الإلكتروني"، مضيفةً أنه "مع ذلك، كما هو الحال مع معظم السلوكيات غير المرغوب فيها لدى الشباب، فإن التدخين الإلكتروني على نطاق واسع بين أفراد هذه الشريحة، قد يكون نتيجة لضغوط الأقران، وإغراء تجربة أشياء جديدة، والضغوط الاجتماعية العامة".

وتابعت القول: "في بعض النواحي أصبحت هناك إمكانية الوصول إلى منتجات التدخين الإلكتروني من البائعين عديمي الضمير وشبكات التواصل الاجتماعي التي تروّج بيعها" بحسب قولها.

قلق بين الآباء والمعلمين

ومما يقلقُ الباحثين والآباء ومدراء المدارس اليوم، أنّ مثل هذه الظاهرة تنتشر بين فئة المتعلمين حالهم حال غير المتعلّمين، ويجري تدخينها أما خلسةً داخل المدرسة أو وصلت إلى حد الإعلان بعدما يئست بعض إدارات المدارس من السيطرة عليها.

أظهرت دراسة حديثة أجراها معهد الرئة بجامعة كيب تاون، أن ما "يقرب من (7 آلاف) متعلّم يستخدمون السجائر الإلكترونية، (26.5%) منهم في نهاية الثانوية؛ و(17.4%) في بدايتها، و(13%) في نهاية المتوسطة و(10.8%) في بدايتها".

وتلفت جوكوي إلى أنه "بينما قد يجد البعض المتعةَ في ممارسة الرياضة أو الاستماع إلى الموسيقى، فإنّ عدداً مثيراً للقلق من المتعلمين يتجهون إلى التدخين الإلكتروني لتخفيف التوتر". ولكن ذلك لا يعني بحسب قولها "مدعاةً للفخر أو طريقة صحية إطلاقاً".

وأظهرت الأبحاث الحديثة أنّ النيكوتين في هذه السجائر يؤثر على نمو الدماغ، وكما هو الحال مع جميع السلوكيات الخطرة الأخرى، فيجب تنفيذ اللوائح لتقييد بيع هذه المنتجات لأي شخص يقل عمره عن (18 عاماً).

ومن المؤمّل أن يؤدّي فرض عقوبات صارمة على البائعين الذين يبيعون المنتجات للقاصرين في عدد من دول العالم إلى ردع بيع هذه المنتجات، ولكن تبقى هناك دول أخرى تستوردها بشكل علنيّ ويجري التشجيع عليها في محال خاصّة أو بيعها على مواقع التواصل الاجتماعي، كما هو الحال في العراق.

من يتحمل هذه المسؤولية؟

ويرى الباحث الاجتماعي عباس الزريجاوي بأن "الآباء يتحملون المسؤولية الكبيرة في منع أبنائهم عن استخدام مثل هذه السجائر، التي أصبحت مغريةً لدى عدد كبير جداً".

وحثّ الزريجاوي في حديث خاص لـ (كلمة) الآباءَ "على الانتباه عن كثب للتغيرات المحتملة في سلوك أطفالهم؛ بحثاً عن علامات محتملة لإدمان النيكوتين أو حتى تصرّفات سلوكية تظهر عليهم بعد استخدام السجائر الإلكترونية".

وأكد بأن "التثقيف والتوعية مهمان جداً في التعامل مع الأعمال الصغيرة من الأطفال والمراهقين، وتبيان خطأ استعمال هذه المنتجات التي تدخل للبلاد من مناشئ مختلفة".

في حين يقول المعالج الطبي جون موبر في تصريح نقله موقع (هيلث لاين) وتابعه (كلمة): إن "آخر شيء نريد أن يفعله الآباء هو المبالغة في رد الفعل"، مبيناً أن "ما نبحث عنه هو استجابة هادئة ومعقولة".

وأوضح موبر قائلاً: إننا كآباء "نحبّ أطفالنا وهذا الحب يمكن أن يخلق الكثير من القلق بشأن كونهم بخير، وهذا القلق أيضاً قد يقودنا إلى الذعر والصراخ وسحب ألعاب الفيديو الخاصة بهم ووضعها في مكان مغلق. وفي حين أن هذا قد يمنع المراهق من استخدام السجائر الإلكترونية على المدى القصير فإنه يمكن أن يولّد الاستياء تجاهك كوليّ أمره".

وينصح موبر بوضع عواقب لهذا السلوك، ولكن يجب أن يتم ذلك "بهدوء وبشكل عقلاني"، مشيراً إلى أن "المراهقين يستغرقون وقتاً للتعبير عن أنفسهم ويجب على الآباء منحهم مساحة لقول ما يريدون".

ويطلب موبر من الآباء "تقييم ابنهم لمعرفة ما إذا كان لديه إدمان للنيكوتين أم لا؛ لأن الابن قد يرغب في التوقف ولكنه يواجه صعوبة حقيقية في القيام بذلك".

وتطرح شبكة المحادثة (The Conversation) الشهيرة نصائح عدّة نشرتها مؤخراً وترجمها (كلمة) ومنها "إشراك المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين يمثلون مصداقية كبيرة لدى المراهقين بنصح متابعيهم بعدم تدخين السجائر الإلكترونية والتحذير من أخطارها الصحية والجسدية".

وذكرت أيضاً بأنه "يتطلب تصوير التدخين الإلكتروني في الأفلام وعبر منصات الوسائط، مثل قنوات الفيديو عبر الإنترنت، مراقبة دقيقة"، مضيفةً بأنّ "الحد من تصوير التدخين الإلكتروني والأماكن التي يتواجد فيها، وتقديمه كسلوك غير مرغوب فيه وليس سلوكًا رائعًا، قد يساعد في الحدّ من رغبة الشباب في التدخين الإلكتروني".

ومن التدابير الأخرى التي يمكن تنفيذها بحسب نصائح الشبكة "رفع أسعار السجائر الإلكترونية، حيث كان لهذا تأثير كبير على الحدّ من معدل تدخين الشباب، فمن المرجّح أن يكونوا أكثر حساسية للتغيرات في الأسعار من البالغين. ومن الممكن أن يكون لزيادة الضرائب المخطط لها من قبل الحكومات تأثير كبير للحد منها".

وأكّدت على ضرورة "توخي الحذر أيضاً في الحد من وصول المراهقين إلى منتجات السجائر الإلكترونية. فعندما كان العرض من مشروب الطاقة برايم - وهو منتج شائع أيضًا بين المستهلكين الأصغر سنًا - محدودًا، أدى هذا إلى ظهور سوق سوداء، وقد بذل المراهقون ما بوسعهم للحصول على المنتج كرمز للمكانة الاجتماعية بين أصدقائهم". وهو ما يعني صرف انتباه المراهقين والشباب عن القضايا الأهم في حياتهم التي تحتاج إلى الاهتمام الأوسع من قبلهم.

كيف تكتشف أن طفلك يدخّن الـ VAPE؟!

بحسب جمعية منتجات البخار في جنوب أفريقيا، فإن هناك "علاماتٍ عدّة يمكن للآباء من خلالها معرفة استخدام أطفالهم للسجائر الإلكترونية من عدمه".

وذكرت الجمعية في تقرير لها ترجمه (كلمة) أن العلامات هذه من بينها "انتشار رائحة غير مألوفة في المنزل أو غرفة نوم الطفل والمراهق أو على الجسم، ويمكن أن تتراوح هذه الروائح من رائحة الشوكولاتة إلى رائحة الفواكه".

كما يجب الانتباه إلى "زيادة العطش بسبب جفاف الفم، أو وجود معدات قد تبدو مثل محركات أقراص USB أو الكابلات أو الخراطيش في المنزل أو في جيوبهم".

كما لفت التقرير إلى أنّ "ما يجذب الأطفال والمراهقين في هذه المنتجات طريقة صناعتها وتغليفها ورائحة المواد المستخدمة فيها، وصولاً إلى وضع صور أفلام الرسوم المتحركة عليها أو الموضوعات الطفولية التي أصبحت تجتذب هذه الشريحة مثل الحلويات".

وغالبًا ما تأتي السجائر الإلكترونية بنكهات مُرضية وغير ضارة على ما يبدو، مثل علكة الفقاعات وحلوى غزل البنات، وفي عبوات ملونة وجذابة من المرجح أن تجذب المستهلكين الأصغر سناً.

كما أن هناك عدداً كبيراً من المنشورات على منصّات التواصل الاجتماعي التي تظهر التدخين الإلكتروني على أنه مثير وممتع للمراهقين.

وتشمل الوسوم الشائعة (#vapetrick) و(#vapefam) و(#vapelife) التي تعمل هذه على إنشاء روابط وجذب المراهقين، مما يغذي حاجتهم إلى الموافقة الاجتماعية بين أقرانهم.

أيهما أخطر السجائر الإلكترونية أم العادية؟!

بالنسبة للسجائر العادية فإنّ هذا الأمر منتهٍ منه تماماً، فقد أكدت جميع الأبحاث القديمة والحديثة خطورة تدخين السجائر على الجسم، وتسببها بأمراض السرطان، وسعت دول عدّة على تقنين استيراد وصناعة السجائر خوفاً من خسارة المزيد من مواطني بلدها وخصوصاً من المراهقين والشباب.

وفقاً لتقرير نشرته صحيفة (التلغراف) فإن الأضرار المرتبطة بتدخين التبغ لا جدال فيها؛ إذ "يموت أكثر من (75 ألف) شخص سنوياً في المملكة المتحدة نتيجة لذلك، ويموت اثنان من كل ثلاثة مدخنين بسبب مرض مرتبط بالتدخين.

ويلفت إلى أنه كما هو الحال مع التدخين العادي، فإن الطريقة التي يدخل بها النيكوتين إلى الجسم هي التي تسبب المشكلة، فبالنسبة للسجائر العادية، يدخل أول أكسيد الكربون والقطران الناتج من حرق التبغ إلى الجسم، بينما في التدخين الإلكتروني، يؤدي التفاعل الكيميائي بين السائل والمعدن إلى "إطلاق المعادن السامة بما في ذلك الزرنيخ والكروم والنيكل والفورمالدهيد والرصاص".

فيما يقول البروفيسور نيك هوبكنسون من المعهد الوطني للقلب والرئة في إمبريال كوليدج: إن "من المحتمل أن تسبب المواد الكيميائية الموجودة في السجائر الإلكترونية على مر السنوات أمراض الرئة، وعندما تنمو الرئتان فإنهما ربما تكونان أكثر عرضة لذلك".

ويشير هوبكنسون إلى أن "هناك أمثلة نادرة لردود الفعل التحسسية المزمنة تجاه السجائر الإلكترونية (في عام 2019، تم إدخال مريض في إلينوي إلى المستشفى بسبب مرض غير مبرر بعد الإبلاغ عن تدخين السجائر الإلكترونية) ويُعتقد أنه توفي متأثراً بإصابات ناجمة عن رد فعل الرئتين تجاه السجائر الإلكترونية".

ومما يزيد من احتمالات خطورتها أسباب عديدة، يذكرها العديد من الأشخاص الذين تحدّثوا لـ (كلمة) عن هذه الظاهرة المنتشرة في عموم مناطق العراق، وآخرون في دول أخرى تابع موقعنا أحاديثهم عن هذه الظاهرة.

يذكر المهندس مصطفى النصراوي أنّ "هناك حالات شاهدها بنفسه تؤكد خطورة استخدام السجائر الإلكترونية، وبينها ما حصل مع شاب من أهالي بغداد، انفجرت في وجهه قبل عامين سيجارة فيب وأدّت إلى أضرار بالغة جداً".

وأضاف بأنه "تفاجأ في أكثر من مرّة عدداً من الأطفال والمراهقين الذين يدخنون مثل هذه الأنواع من السجائر بشراهة في الأسواق والمحال التجارية وداخل مدن الألعاب" متسائلاً: "أين آباؤهم وأهلهم عنهم؟".

واعتبر النصراوي أن هذه العادة "قد تتحول تدريجياً إلى عدوى ومن ثم إلى أمر طبيعي يتسامح معه الأهل".

في حين تقول الكاتبة جو إديتونجي: إن "على المراهقين أن ينظروا للتدخين الإلكتروني على أنه أمر محرج وليس رائعاً".

وتابعت القول: "يمكن أن تساعد حملة التوعية الصحية العامة التي تتحدث مباشرة إلى الشباب الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية حاليًا أو الأكثر عرضة للتدخين الإلكتروني وتسعى إلى جعل الأمر يبدو محرجاً لهم ويتسبب لهم بالمخاطر الصحية".

وبحسب إديتونجي فإنه لجعل التدخين الإلكتروني محرجاً بين الشباب فهم "يحتاجون إلى رؤيته على أنه محرج ومثير للاشمئزاز وغير مقبول ثقافياً" مبينة بأنّ "من المرجح أن تكون النماذج التي تركّز على العواقب الاجتماعية السلبية للتدخين الإلكتروني أكثر فعالية في تحفيز الشباب على رؤية التدخين الإلكتروني على أنه محرج".

ووجدت دراسة حديثة في بريطانيا أنه في الفترة من (كانون الثاني/ يناير 2021 إلى آب/ أغسطس 2023) ارتفع معدل انتشار السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة من (0.1%) إلى (4.9%) من مجموع السكان البالغين.

والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن (14.4%) من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين (18 و24 عاماً) يستخدمون تلك السجائر الإلكترونية، وأشارت الدراسة إلى ارتفاع بنسبة (7.6%) في استخدام السجائر الإلكترونية لدى الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين (11 و17 عاماً)، على الرغم من أنه من غير القانوني بيع السجائر الإلكترونية لمن تقل أعمارهم عن (18 عاماً).

وقد طرحنا نتائج هذه الدراسة على عدد من الآباء في العراق؛ لتنبيهم حول خطورة تدخين السجائر الإلكترونية من قبل أبنائهم، وشكّلت لهم صدمة كبيرة.

وفي حين أكد كثيرون أنّ أبناءهم لا يمكنهم الإقدام على مثل هذه "الفكرة الخطيرة" و"العادة السيئة"، اعترف آخرون بأنّهم "غضّوا البصر عن أبنائهم ممن زادت أعمارهن عن (18 عاماً)، في ظل إشاعة أن هذا النوع من السجائر لا يسبب الأمراض.

اعتمد هؤلاء الآباء وحتى الشباب والمراهقين على دراسات سابقة بثّتها وسائل إعلامية في فترات متفرقة، ذكرت أن "السجائر الإلكترونية أكثر أماناً بنسبة (95%) من السجائر العادية".

ولكن ما لم يعرفه الكثيرون أو يتوقّعون أن "هذه الرسالة كانت في الأصل موجهة للبالغين المدمنين على السجائر؛ لكنها أدت إلى تصوّر أن التدخين الإلكتروني ليس ضاراً".

وبحسب إحصاءات غير رسمية، حصلت في العراق مؤخراً حالات وفاة لعدد من الشباب كانوا يدخّنون السجائر الإلكترونية بشراهة ومن دون رادع أو حسٍ بالمسؤولية تجاه أنفسهم.

وتذكر الصحفية ليلى علي في تقرير لها نشرته بتاريخ (14 تموز/ يوليو 2023) أن "المخاطر تزداد في حال الإقبال على السجائر الإلكترونية التي يحتوي بعض منها على ضعف تركيز النيكوتين الموجود في السجائر العادية".

وأوضحت بأن "إدمان التدخين في سنٍ مبكرة لا يجعل الإقلاع عنه أكثر صعوبة فحسب؛ بل يمكن أن يتسبب في إعادة تشكيل الدماغ وإدمان مواد أخرى في المستقبل".

وينقل موقع (آي كير) دراسة تابعها (كلمة) تؤكد أن "التعرّض للنيكوتين من خلال السجائر الإلكترونية يعدّ إدماناً مثيراً للقلق لدى المراهقين، ويزيد من خطر التدخين لديهم أربعة أضعاف".

وأوضحت بأن "أجهزة التدخين الإلكترونية تطلق العديد من المواد السامة في الجسم، وقد يمرّ المراهقون بتجربة أعراض الانسحاب أثناء محاولتهم التخلص من هذه العادة".



التعليقات