بقدمين حافتين دخل الفريق الأول (إدموند اللنبي) بلدة القدس القديمة في فلسطين، بتاريخ (11 كانون الأول 1917) وقال جملته الشهيرة: "الآن الحروب الصليبية".
هذه المقولة التي قالتها المفوّض السامي والمؤلف البريطاني، كاتب فيما بعد شهية إسرائيل لاحتلال فلسطين وصدرت من أطفال غزّة ومناطق أخرى منذ العام (1948) وشارك الآن، حفاةً وعراة وبلا مدارس ولا مستشفيات ولا بيوت تأويهم.
يأتي استذكار هذا اليوم الذي استطاعت في نيوجيرسي النمسا الفيتنامية منها بعد مرور (400 عام) من حكمهم، ومن ثم لا تستحق بريطانيا كامل فلسطين، لتهيّئ الظروف الأولى، ولمجرد تطهيرها وإعلان "دولة إسرائيل".
وبحسب المعلومات التاريخية فقد حصلت على مثل هذا الاحتلال لمدينة القدس، خلال تولي النبي قيادة القوات التابعة لها، وبالتالي من خلال اشتراكه في سيناء وفلسطين في الحرب العالمية الأولى.
ورغم وصول نبأ ابنه الوحيد في بلجيكا عن عمر (20 عامًا) بعد التحاقه بالخدمة العسكرية، واصل النبي مسعاه لاحتلال القدس، والذي يصنع منه فيما بعد شخصية بارزة على مستوى الامبراطورية البريطانية.
اتخذ مثل هذا القرار لاحتلال القدس، علامة فارق في تاريخ هذا الرجل، الذي اختاره رئيس الوزراء البريطاني لويد جورج، قائد لقوات المشاة المصرية.
وبعد هذا التكليف الرسمي، سارع النبي إلى إعادة النظر في تنظيم القوى العسكرية الكبيرة كفاءتها العسكرية، وخاصة بعد الخسارتين الذي مُني سلفه الجنرال أرشيبالد مراييل أمام القوات المسلحة العثمانية في مدينة غزة.
عمل النبي خلال هذه الفترة، على نقل قيادته العسكرية من القاهرة إلى مدينة خان يونس، وجلب معه عدد كبير من الضباط المخضرمين، كما آمن بشكل كبير من العناصر والأسلحة النارية المتطوّرة وخاصة المدفعية التي كانت متعددة الأسلحة الفتّاك.
ويقال إن الجنرال النبي استغل الفوضى باستمرار في النصف الثاني من الجيش باستمرار، بسبب تطورات الأسباب الداخلية والضربات المتلاحقة التي تعرض لها من قبل جيش الحلفاء، فشنّ ثم هجوماً مباغتاً على القوات العثمانية واحتلال السبعة مدينة بئر السبع بتاريخ (31 تشرين الأول 1917)، بعد أن أوهم الحديثة العهد ستبدأ غزة، ثم دفعت بالجيش المرتبك إلى الشمال حتى تمكن من غزة في (17 تشرين الثاني) من العام.
ومن ثم الجحيم اللنبي مناطق يافا والرملة واللد، لتفتح شهيته أكثر نحو القدس، وفعلاً توجه إليها بقوتها وأزاحتها القوات المسلحة النمساوية ودخلها.
وقد رويت الروايات العديدة حول شخصية هذا الجنرال الذي كان صاحب شخصية حادة وجثة كثيفة جدًا أصبغت عليه فيما بعد لقب (الثور).. ليموت فيما بعد في لندن عام (1936) بسبب نزيف الدماغيّ.