يكشفُ العراق من خلال رسائل التطمين المتبادلة بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، والرئيس السوري بشّار الأسد، اليوم السبت، عن أهمية ارتباط أمن البلدين بعضهما ببعض وتحقيق الاستقرار على المديين القريب والبعيد، كما أشار إلى ذلك بعض المتابعين والمدوّنين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وجاء الاتصال الهاتفي، في الوقت الذي تتعرض فيه مناطق من سوريا لاقتحام وسيطرة من مسلحين تابعين لهيئة تحرير الشام المنشقّة عن تنظيم القاعدة الإرهابي.
ووفقاً لما تابعه موقع (كلمة) الإخباري عن عدد من المدونين والمتابعين للمشهد السوري، فإن "حديث السوداني مع الأسد أكّد على عدة جوانب هامّة من العلاقات بين البلدين، وكذلك ركّز على السياق الأمني والسياسي الإقليمي".
واعتبر هؤلاء بأن "العراق يعتبر أمن سوريا جزءاً من أمنه القومي" في إشارة إلى حديث السوداني الذي أكد أن "أمن سوريا واستقرارها يرتبطان بالأمن القومي للعراق".
كما يعتبر أيضاً مؤشّراً "على الترابط الوثيق بين البلدين في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة المتمثلة بـ (الإرهاب)" والذي عانى البلدان منه طويلاً في مرحلة عصابات داعش الإرهابية.
ولفتوا أيضاً إلى أن "خطر الإرهاب لا يؤثر أو يهدد العراق وسوريا فحسب؛ وإنما الأمن الإقليمي عموماً" مما يؤكّد على "ضرورة التعاون بين البلدين والدول المجاورة لدرء هذا الخطر.
وأشاروا إلى أن التأكيد على "مساعي ترسيخ الاستقرار في الشرق الأوسط" يعكس التزام العراق وسوريا بالعمل معاً من أجل استقرار أوسع في المنطقة، التي عانت طويلاً على المستوى الأمني؛ بسبب انتشار الجماعات الإرهابية.
وأشّر المتابعون "أهمية التعاون الثنائي بين العراق وسوريا" كون أن هذا التعاون "يعزز الروابط بين البلدين والشعبين، سواء أكان على الصعيد الأمني أو السياسي أو الاقتصادي"، مبينين بأنها "تعكس الرغبة القوية في تقوية الشراكة الاستراتيجية والأمنية؛ لمواجهة التحديات والمخاطر المحتملة".
وخلال أوقات الأزمات، يمثّل مثل هذا التواصل بين قيادات البلدين العربيين "قوة مشتركة وموحّدة في مواجهة خطر الجماعات الإرهابية، ومنع إعادة سيناريوهاتها في المنطقة التي عانت طويلاً جراء الأعمال الإجرامية".
وفي هذه الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع السورية، أن عملية التصدي للهجوم الإرهابي قائمة بكل نجاح وإصرار"، مشيرة إلى أنها "ستنتقل قريباً إلى الهجوم المعاكس لاستعادة جميع المناطق وتحريرها".
كما أفادت وسائل الإعلام السورية، أنّ "الطيران الحربي الروسي كبّد الجماعات المسلحة في سوريا خسائر فادحة؛ بعد شن (9 غارات) جوية على منطقة إدلب وريفها".
كما أعلن الرئيس السوري في اتصال آخر مع نظيره الإماراتي، أن بلاده قادرة بمساعدة حلفائها على "دحر الإرهابيين مهما اشتدت هجماتهم" وذلك في تعليق على الاحداث منذ بدء فصائل مسلحة هجوماً غير مسبوق على قوات الجيش السوري.
وفي ظل هذه الأحداث، أكدت جامعة الدول العربية، اليوم، على ضرورة احترام وحدة وسيادة وسلامة الأراضي السورية.