دفعاً لأخطار الجماعات المسلّحة التي تهاجم الجيش السوري منذ (7 أيام) في مناطق من البلاد؛ عزّز العراق حدوده معها والتي تمتد لأكثر من (620 كيلومتراً) عبر خطوط دفاعية متلاحقة.
وجاءت خطوات التعزيز الأمني في فترات متقاربة من العام الحالي والذي سبقه، وعدّها كثيرون "خطوات استباقية تنبّهت لاحتمال حصول اختراقات أو عدوان إرهابي".
وفي ظلِّ انتشار العصابات الإرهابية في سوريا، وخصوصاً جبهة تحرير الشام المنشقّة عن تنظيم القاعدة، تعدّ جهود وزارتي الدفاع والعراقية مهمةً في الوقت الحاضر لدرء أي خطر.
نشر خطوط دفاعية
ووفقاً لبيانات سابقة صدرت عن وزارة الدفاع العراقية، واطلع عليها (كلمة) الإخباري، فقد جرى "تعزيز الحدود مع سوريا بخطوط دفاعية، شملت موانع تعتمد على أسلاك منفاخية وشائكة، مع سياج (بي آر سي) وجدار كونكريتي وخنادق".
وشملت التعزيزات الأمنية أيضاً "نصب كاميرات حرارية في فترة سابقة، والتي تساعد في رصد أي هجمات أو تسلل حدودي".
كما أفادت مصادر أمنية، أمس الاثنين، بأن قطعات مدرعة من الجيش العراقي "توجهت إلى الشريط الحدودي مع سوريا والأردن لتأمينها على خلفية التطورات الأمنية الأخيرة".
وقالت المصادر: إن "قطعات مدرعة من الجيش العراقي تحركت لإسناد الحدود المنفتحة من مدينة القائم المجاورة لسوريا ولغاية الحدود الأردنية" مضيفة أن "هذا التحرك يأتي بعد تعزيز القاطع الشمالي غرب نينوى بالقطعات المدرعة والآلية".
كما أشارت مصادر أخرى إلى أنّ "ثلاثة ألوية تابعة للجيش العراقي ولواءين للحشد الشعبي، تمسك الحدود مع سوريا؛ لتحصينها ودفع المخاطر الإرهابية".
تعزيزات جديدة للحدود
وعلى صعيدٍ متصل، أكّد وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، اليوم، أن "إجراءات تأمين الحدود مع سوريا ليست بالجديدة"، مشيراً إلى "إرسال تعزيزات جديدة للمناطق الحدودية مع سوريا".
وبحسب المتحدّث باسم الوزارة مقداد ميري، فإن اختراق الحدود العراقية السورية "غير ممكن بحكم التحصينات والقطاعات القتالية الموجودة هناك".
أما لجنة الأمن والدفاع النيابية فقد أكدت هي الأخرى، اليوم، وجود "تعاون أمني مشترك بين العراق وسوريا؛ لتأمين الحدود المشتركة".
وذكرت اللجنة في بيان تلقاه (كلمة) الإخباري، أن "قواتنا الأمنية سارعت إلى تكثيف الجهود على الحدود مع سوريا، فور دخول الجماعات الإجرامية إلى مدينة حلب"، مضيفة بأن "الحدود مع سوريا شهدت منذ سنتين بناء حواجز كونكريتية وتكثيف المراقبة البشرية والتكنولوجيا الحديثة؛ لمنع تسلل الإرهابيين إلى داخل الأراضي العراقية".
خطط استباقية لمنع الهجمات
فيما يقول مراقبون في أحاديث متفرقة لـ (كلمة): إنّ "الإجراءات المبكّرة التي اتخذها العراق في أوقات سابقة لحماية حدوده مع سوريا؛ يؤكّد على وجود خطط استباقية تتوقّع حصول خروقات في أيّة لحظة".
وأشاروا إلى أنّ "الخطر الذي يتوقّعه العراق لا يعود فقط إلى وجود الجماعات المسلحة من هيئة تحرير الشام فحسب، وإنّما لمنع أي إمدادات أو دخول عناصر تابعة لداعش الإرهابي إلى البلد؛ حتى يتم منعها من الالتحام وتعزيز وجودها من جديد بعد تحقيق الانتصار عليها".
وفي سياق متصل، قال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، اليوم، إنّ "المعركة في سوريا بعيدة عن حدودنا وقواتنا الأمنية جاهزة ومستعدة لأي محاولة"، مضيفاً "لدينا المعلومات قبل شهر عن تسليح ما يسمى العشائر السورية، وإن الهدف هو حلب".
وفي الشأن الداخلي، أوضح أن "لقوات الأمنية تتعامل مع المواطنين باعتبارهم مصدر المعلومات، وتعقب الخلايا الإرهابية في الكهوف والوديان يتم من خلال إبلاغ المواطنين".
فيما قالَ مراقبون في أحاديث متفرقة لـ (كلمة): إنّ "الإجراءات المبكّرة التي اتخذها العراق في أوقات سابقة لحماية حدوده مع سوريا؛ يؤكّد على وجود خطط استباقية تتوقّع حصول خروقات في أيّة لحظة".
وأشاروا إلى أنّ "الخطر الذي يتوقّعه العراق لا يعود فقط إلى وجود الجماعات المسلحة من هيئة تحرير الشام فحسب، وإنّما لمنع أي إمدادات أو دخول عناصر تابعة لداعش الإرهابي إلى البلد؛ حتى يتم منعها من الالتحام وتعزيز وجودها من جديد بعد تحقيق الانتصار عليها".