يقترب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان من الدخول إلى حيّز التنفيذ، بعد موافقة الطاقم الأمني المصغر لإسرائيل عليه، مساء يوم الثلاثاء، ووسط ترقّب للإعلان عنه في كلمة الرئيس الأمريكي جو بايدن في أقلّ من ساعة.
ولم يظهر بعد ما إذا كان الطاقم الأمني الإسرائيلي قد أُرغم على القبول بالاتفاق في ظل تصعيد حزب الله اللبناني لضرباته العسكرية، أم أن هناك شيئاً آخر تخفيه تل أبيب بمجرد توقيع الاتفاق مع الحكومة اللبنانية.
حيث شكّك نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله، في تصريح جديد له تابعه (كلمة) الإخباري، "بالتزام نتنياهو ببنود الاتفاق".
وتابع بأن "نتنياهو عوّدنا على الخداع ولن نسمح له بتمرير فخّ بالاتفاق" بحسب قوله.
وأضاف، "يجب أن ندقّق بالنقاط التي وافق عليها نتنياهو قبل توقيع الحكومة غداً".
وأعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم، عن موافقة الطاقم الوزاري الأمني المصغّر على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، بعد الاجتماع الذي عقده معهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وتأتي هذه الأنباء، في الوقت صرّح به رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بالقول: إنّ "المجتمع الدولي مطالب بالعمل سريعاً على تنفيذ فوري لوقف إطلاق النار وإنهاء العدوان الصهيوني".
وفي ظلّ هذا الترقّب، وبين إعلان إسرائيلي صريح وترحيب من الحكومة اللبنانية، يبقى حزب الله اللبناني هو "سيد الموقف في هذه الساعة الأخيرة ربّما من انتهاء الحرب التي استمرّت طويلاً"، كما يذهب إلى ذلك مراقبون للمشهد الحالي.
ولكن هذا الصمت لا يمكن تفسيره أو التكهّن بما وراءه، "وهل هو تكتيك عسكري استباقي من قبل حزب الله" كما يقول المراقبون.
وذهب المراقبون إلى القول: إنّ "حزب الله لن يقبل بأي اتفاق يسيء لدماء شهدائه من قادته وجنوده، أو يحملُ فخّاً للالتفاف (من الوراء) وتعيد إسرائيل الكرّة ذاتها، حتى لو صرّحت علناً قبولها باتفاق وقف إطلاق النار".
ورأوا بأنّ "حزب الله ما دامَ يواصلُ ضرب المواقع العسكرية التابعة لإسرائيل حتى هذه اللحظة، فإنّه يفسّر بعدم قبوله ببنود الاتفاق المصاغة أمريكياً، أو خشيته من الاحتيال الإسرائيلي".
وبالعودة إلى مدى موافقة الطاقم الأمني على قبول الاتفاق، فقد فسّره زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لابيد وكأنّه "إرغام على القبول".
وصرّح لابيد أن "الحكومة الإسرائيلية انجرّت إلى وقف إطلاق النار، وفشلت في تحويل انتصارات عسكرية إلى إنجازات سياسية".
كما أوضح أن "أي اتفاق مع حزب الله لن يمحو العار"، ودعا إلى "إبرام صفقة لإعادة المختطفين وجميع الإسرائيليين إلى منازلهم".
وفي جانب آخر، قلّل مراقبون ومحللون سياسيون، من شأن كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي، التي جاءت في أعقاب اجتماع بالطاقم الأمني المصغّر.
وقال في كلمته: "نحتفظ بحرية العمل العسكري إذا خرق حزب الله الاتفاق"، مضيفاً بأن "اتفاق وقف إطلاق النار يعني أننا سنركز على التهديد الإيراني الآن" حسب قوله.
ثم أضاف، "لن ننهي الحرب قبل تحقيق النصر".. فعن أي نصر تحدّث نتنياهو؟