لم تكن كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم وحدها من كشفت عن صحة هذا التعافي من عدمه، فالمعطيات الموجودة على الساحة، وإعلان المحكمة الجنائية الدولية، اليوم الخميس، عن إصدارها لمذكرة قبض بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بتهمة ارتكاب "جريمة حرب" في غزّة ولبنان.. مع تواصل العمليات العسكرية للحزب، يجيب عن هذا السؤال.
يوم أمس الأربعاء، ألقى الشيخ قاسم كلمة قال فيها: إن حزب الله "استردّ عافيته" وأكّد على "مواصلة المقاومة ضد إسرائيل، التي ترتكب مجازر بحق المدنيين في غزة ولبنان".
ولم يبنِ الشيخ قاسم على نجاح المفاوضات مع إسرائيل، مستقبل الحزب وعملياته العسكرية، حيث شدد بأن "المقاومة ستستمر سواء أنجحت المفاوضات مع إسرائيل أم لم تنجح". وهو أمر يؤكّد بحسب مراقبين "على تحقيق هذا التعافي الذي تحدّث عنه قاسم".
ومن الإشارات التي تحدّث عنها حول "استراد عافية الحزب" حديثه "عن مواجهة معركتين، الأولى إسناد غزّة، والأخرى صد العدوان الإسرائيلي على لبنان".. هذا يعني وفقاً لما تابعه (كلمة) الإخباري أن الحزبَ تعافى من جراحاته العميقة، حتّى مع خسارته لقادته في الخط الأول.
يرى عددٌ من الخبراء في الشأن العسكري "المقاومة والإسناد من قبل حزب الله على جبهتين مفتوحتين تحت خط النار ليس بالأمر السهل، وأنَّ إسرائيل لن تستطيع أنْ تتقدّم خطوة أخرى نحو الأمام".
وقبل قليل قالت مصادر مطلعة ووسائل إعلامية: إنّ "حزب الله واصل صدّه للهجمات الإسرائيلية، كما استمر بإطلاق صواريخ باتجاه مناطق من إسرائيل، ومنها "تلال كفرشوبا، ومستوطة المطلّة" وغيرها.
وعودة على كلمة أمين عام حزب الله فقد قال فيها: إنّ "لدى المقاومة القدرة على الاستمرار على هذه الوتيرة ولمدة طويلة".
وأضاف أيضاً أنه "لا يمكن للمحتل الإسرائيلي أن يستقر أو يتقدم في أرضنا وسيطرد"، مؤكداً بالقول: "سنبقى في الميدان وسنقاتل، وسنجعل التكلفة ترتفع على العدو أيضاً".
والآن بعد إصدار قرار المحكمة الجنائية باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع، فإنّ موقف حزب الله يتعضّد أكثر في رفضه للمفاوضات تحت إطلاق النار، وكذلك تظهر أحقيته في المقاومة ومواجهة إسرائيل.
كما أصبح على أوروبا الامتثال لهذا القرار، وكذلك الولايات المتحدة التي رأت في قرار المحكمة الجنائية "معاداة للسامية"، في حين حاولت تكذيب أعينها عما يحصل من قتل ودمار في غزّة ولبنان.