حملَ اللقاء الذي وُصِف بـ "التاريخي" بين أبرز رجلي دين مؤثّرين في العالم عام (2021)، رسائل مهمة أبرزها ما تتعرض له الشعوب المقهورة في العالم، من حروب وأعمال تهجير وحصار اقتصادي، ولاسيما الشعب الفلسطيني.
وكانت النقطة المفصلية والأبرز التي انطلقت في اللقاء بين بابا فرنسيس الحبر الأعظم للفاتيكان المسيحي والسيد علي السيستاني المرجع الأعلى للطائفة الشيعية في العالم في مدينة النجف، هي "معاناة الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة" كما تحدّث المرجع السيستاني وفقاً للبيان الذي أصدره مكتبه في أعقاب الزيارة.
ولم يمر سوى سنتين على حديث رجلي الدين البارزين، حتى تصاعدت الهجمات والقصف على سكّان قطاع غزّة، وشهد الفلسطينيون ما تحدّث عنه المرجع السيستاني من "حروب، أعمال تهجير، حصار اقتصادي".
يوم أمس الاثنين، كانت المرّة الأولى التي يتحدّث فيها بابا الفاتيكان "إبادة جماعية" تحصل في قطاع غزّة، حيث لم يتطرّق من قبل إلى هكذا وصف لإدانة هذا الاعتداء.
ووصفت وسائل الإعلام في تقارير لها تابعها (كلمة) الإخباري حديث فرنسيس بأنه "اللحظة الأكثر انتقاداً لإسرائيل من بداية الحرب في غزة قبل أكثر من عام".
ووجّه بابا الفاتيكان وفقاً لصحيفة "لا ستامبا" الإيطالية، الاتهامات إلى إسرائيل؛ بسبب ارتكابها جرائم إبادة جماعية في غزّة، وقد وثّق إدانتهُ هذه في كتاب جديد له يصدر قريباً.
ولكن ذلك لا يعني أن البابا فرنسيس اعترف صراحةً بحصول "الإبادة الجماعية" للشعب الفلسطيني، وإنما اقترح بأنْ "يقوم المجتمع الدولي بدراسة ما إذا كانت الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة تشكّل إبادة جماعية للشعب الفلسطيني".
وهذا يعني أن البابا فرنسيس كما يقول ناشطون: "لم ينصت جيّداً لآهات الثكالى من الأمهات والزوجات، ولا إلى صراخ الأطفال، وربّما شاهدَ بعينيه ما يجري من موت ودمار، ولكنّه مع ذلك يقترحُ على المجتمع الدولي بحث ما يجري الآن في غزّة".
فيما يقول آخرون: إنّ "فرنسيس يريد من المجتمع الدولي أن ينطق هو عمّا يحصل للفلسطينيين، وربما سيكتفي بالدعاء إلى خالق السماوات أن يعطف على هذا الشعب المسكين والمحاصر".
أما بالنسبةِ لموقف مرجعية النجف في العراق كما يوضّح الناشطون "فهو ثابت وصريح جداً بأنّ ما فعلته إسرائيل في غزّة هو "إبادة جماعية" و "عمل وحشي قلَّ نظيره".