بالوقتِ الذي أكّدت فيه وزارة الصحة، على أهمية دعم المشاريع الصحية المحلية وكفاءة المنتج الدوائي المحلي، يأتي مصنع (الجود) لإنتاج المحاليل الوريدية، كأحدِ أبرز هذه المصانع على مستوى البلاد.
المشروعُ هذا أنشأته العتبة العباسية على مساحة كلية بتقدّر بــ (8 آلاف و500 متر مربع)، وافتتحه قبل شهر المتولي الشرعي السيد أحمد الصافي برفقة وزير الصحة ومسؤولين محليين، ويتميّز باعتماد أجهزة ومعدّات من أفضل المناشئ العالمية، كما أوضحت إدارة العتبة العباسية وتابعه (كلمة) الإخباري.
وبيّنت بأن المصنع "ينتج أكثر من (24 نوعاً) من المحاليل الوريدية" ما يسهم في "تعزيز الأمن الدوائي ودعم القطاع الصحي في العراق".
ويوم الجمعة الماضي، قال وزير الصحة صالح الحسناوي: إنّ "العراق يضم في الوقت الحالي (13 مصنعاً) لإنتاج الأدوية على طول خريطة البلد، مع (20 مصنعاً) قيد الإنشاء".
كما أكّد الحسناوي خلال حفل افتتاح مصنع (الجود) للمحاليل الوريدية أن هذا المصنع "يمثل خطوة كبيرة لدعم القطاع الصحي في العراق".
وتأتي مثل هذه التصريحات مشجّعةً ومحفّزة للقطاع الخاص على المساهمة في مجال الإنتاج الدوائي والطبي، كما فعلت العتبة العباسية عبرَ مصنعها (الجود)، رغبةً منها في تقديم تجربة عراقية متطوّرة في مجال إنتاج الدواء، وهو يعكس أيضاً استراتيجيتها في دعم الصناعة الوطنية.
أما مدير مصنع الجود حيدر الكرعاوي فأوضح تفاصيل أكثر عن هذا المشروع، مبيناً أن إنشاء مثل هذا المصنع "تحد فني ويفوق في إنجازه أغلب الصناعات الدوائيّة الأخرى"، والسبب في ذلك كما أوضح الكرعاوي أن "هذا المنتج يزرق إلى مسار الدم مباشرة ومنه للأجهزة الحيوية، ما يتطلب بيئة عمل مثالية بكل عناصرها، وذلك يتطلب مواصفات لا تتوفر في جميع المشاريع".
وأضاف، أنّ "البنى التحتية لمصنع الجود تتضمن أكثر من (17 مبنىً) وأغلبها أُنشئت بأكثر من طابق، إلى جانب مبانٍ خدمية وأمنية وسكنية وإنتاجية وصناعية".
وذكر الكرعاوي بأنّ "المصنع مزوّد بمبنى للخدمات النظيفة يوفر جوهر المنتج النهائي وهو الماء المعد للحقن، إذ تم تركيب منظومات متعددة، وتعد من الأفضل في العالم، وهي من شركة (BWT) النمساوية، وتعمل على تحويل الماء من الحنفية إلى ماء آمن للدخول إلى جسم الإنسان"، لافتًا إلى أنّ "الماء المعد للحقن يبقى بدرجة (80 مئوية) لكلّ أيام السنة ومراقباً بمقياس الجزيئات الكربونية طيلة الوقت (TOC online)، ويعد من أدقّ المقاييس الذي يبيّن نقاوة المياه المنتجة في العالم".
وتابع، أن "التقنية المستخدمة في صناعة القناني وملئها هي (ISBM) وتعد الأولى في العراق والأحدث في العالم، إلى جانب الخط الصناعي الثاني الذي يعمل بتقنية (BFS)، ولكن التقنية الأولى لها مميزات متعددة، منها: تصنع من مادة الـ (PP) والتي عبرها تكون القنينة شفافة ما يسهل كشف أي كائنات دقيقة، إضافةً إلى سدّ المسامات فيها لكي لا تسمح لأي جسيمات بالمرور، فضلًا عن تحمل القنينة درجة تعقيم تصل إلى (121 مئوية) وهي الدرجة الموصى بها من أعلى الجهات الرقابية العالميّة".
وأشار إلى أن "المصنع زُود بمنظومتَي سيطرة، الأولى السيطرة على الدخول والكاميرات التي تكشف على أي مخالفة عبر الذكاء الاصطناعي، والثانية سيطرة الــ (BMS) على خدمات المشروع"، موضحاً أن "المصنع يضمن عدم مس المنتج بالأيدي البشرية لحين إغلاقه بالكامل".
وفي تفاصيل أدق، يضمّ المصنع "مختبرات تعمل على أعلى معايير الجودة والتكنولوجيا المتقدمة، إذ جُهّزت بأحدث الأجهزة والمعدّات مثل جهازَي (HPLC) و (Liquid particle counter) وغيرها الكثير، على وَفقِ أفضل الممارسات العالمية (GMP) و(GLP) التي تلتزم بأعلى معايير السلامة".
وبين مدير المصنع أنّ هذا المشروع له "أثر كبير على السوق الدوائي المحلي والإقليمي، إذ يُعدّ الأفضل محلياً وعالمياً". بحسب قوله.