حملَ بيان المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف الأخير، مفردات مهمّة تتمثل خارطة طريق للحكومة العراقية والنخب الواعية للسير عليها، ومن أبرزها التأكيد على دعم الكفاءات العراقية، ومكافحة الفساد في جميع مفاصل الدولة.
وجاء في بيان المرجعية: إنّ "تحقيق مستقبل أفضل لبلد ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والرقي والازدهار، لا يتسنى من دون إعداد خطط علمية وعملية لإدارة البلد اعتماداً على مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسنّم مواقع المسؤولية".
ووفقاً لما رصده موقع (كلمة) الإخباري لخطاب المرجعية الدينية، فقد سبق وأن تحدّثت مراراً وتكراراً عن ضرورة فتح المجال أمام الكفاءات العراقية؛ لتأخذ دورها المهم في بناء البلد وتحقيق الأمن والازدهاء لأبناء الشعب العراقي.
حيث أكّد ممثل المرجعية الدينية والمتولي الشرعي للعتبة العباسية السيد أحمد الصافي قبل عام، أنّ العراق منجم للكفاءات والطاقات العلمية.
وجاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها في الحفل المركزيّ لتخرّج طالبات الجامعات العراقية بتاريخ (2 آذار 2023)، حيث أشار إلى ضرورة "الاهتمام بالكفاءات والنخب والطاقات العراقية في جميع المجالات".
وفي السياق ذاته، دعا الصافي في كلمة له بتاريخ (17 حزيران 2022) إلى الاهتمام بالكفاءات العراقية.
كما أعرب عن قلقه من هجرة الكفاءات العراقية إلى الخارج، فيما دعا الجهات الحكومية إلى الاهتمام بالخريجين.
وقال الصافي: لديّ مخاوف من أن تهاجر هذه العقول الطيبة والنيرة إلى خارج البلد، وأخشى من ذلك فهذا البلد له حق علينا جميعاً".
وأضاف "يجب أن نتحمل ظروف البلد ونسعى لتغيير هذه الظروف نحو الأحسن"، داعياً الجهات الحكومية إلى "الاهتمام بالخريجين والسعي الجاد لتوفير فرص عمل حقيقية".
وأكّد ممثل المرجعية أن "العراق لا يبنيه إلا أهله"، لافتاً الى أن "العراق سيُبنى بكل مجالاته العلمية والطبية والاقتصادية والإدارية عبر هذه الكفاءات".
وفي وقت لاحق، أكد الصافي خلال استقباله مدير دائرة العتبات والمزارات في ديوان الوقف الشيعي الدكتور ياسر الكتبي، بأنّ "العتبات تمتلك رؤية في دعم الكفاءات العراقية بمختلف تخصصاتها"، وهو ما يؤكّد على حجم الاهتمام من قبل المرجعية الدينية العليا بهذا المجال، وحرصها على تسنّم أصحاب الكفاءات لمواقع المسؤولية في العراق.
أما فيما يتعلّق بجانب مكافحة الفساد والذي أكدت عليه المرجعية الدينية العليا مراراً خبر خطاباتها وبياناتها الصادرة عن مكتبها في النجف الأشرف، فلم يخلُ خطاب أو بيان يخص الشأن العراقي إلا وأشّرت المرجعيةُ مشكلة تفشي الفساد الذي صار ينخر مفاصل الدولة كاملةً.
وفي هذا السياق، وبتاريخ (7 آب 2015)، طالب ممثل المرجعية الدينية السيد أحمد الصافي المسؤولين ببذل قصارى جهدهم لمكافحة الفساد.
ففي خطبة الجمعة من الصحن الحسيني في كربلاء المقدسة، قال الصافي: إنّ "البلد يواجه مشاكل اقتصادية ومالية معقّدة، ونقصان كبير في الخدمات العامة، والسبب وراء ذلك هو الفساد المالي والإداري الذي عمّ مختلف دوائر الحكومة ومؤسساتها خلال السنوات الماضية، وما تزال تزداد يوماً بعد يوم".
كما حمّل القوى السياسية من مختلف المكونات التي كانت وما تزال تمسك بزمام السلطة والقرار من خلال مجلس النواب والحكومة المركزية والحكومات المحلية "معظم المسؤولية عما مضى من المشاكل وما يعاني منها البلد اليوم، وعليها الانتباه الى خطورة الاستمرار على هذا الحال".