الخميس 20 جمادى الأول 1446هـ 21 نوفمبر 2024
موقع كلمة الإخباري
كـ "العباس" قطعوا أوصالهم: الشجعان يرحلون بقسوة!

إنه السابع من محرم يوم عظيم وحزن أليم هو يوم خصصه الشيعة لاستذكار أحد أهم أبطال كربلاء وقائد جيش الحسين عليه السلام أبي الفضل العباس عليه السلام.

أي كلمات تصف هذا اليوم، وبأي نعي أندبك سيدي أبا الفضل، هل أستطيع اختصار الحزن في عيون الموالين؟!، وهل ستنصف وقع فاجعتك في القلوب ما سنكتبه؟!، يامن كان كعمه جعفر الطيار مقطوع اليدين في سبيل الله. 

كلنا نعرف من هو العباس، ابن من و من أين أتت تلك الشجاعة والبسالة، هو سليل الهواشم وابن الفواطم، هو صاحب اللواء وكافل الحوراء، هو السقّاء لعيال رسول الله، هو باب الحوائج، هو حامل القربة، هو ساقى العطاشى، هو سبع الگنطرة الذي أذاق الخوارج بسيفه الويل، وهو يزأر ممن تفرون أنا ابن الموت الأحمر أنا ابن علي، هو بطل العلقمي، هو قمر بني هاشم وعضيد أخيه، هو باب الحسين عليه السلام. 

أنا حين أندب في الشدائد أتوجه للحسين بأخيه العباس، ومقامه العظيم لديه كأمي وجدتي و أقول: ”دخيلك يبو فاضل، دخيلك يبو راس الحار ماكو غيرك يحلها، ياسند من لا سند له هو حرزي وحرز أمهاتنا الجنوبيات بالنوايب  “  أنا اندبك وأعرف بأنني لم أُرد يوما ببابك خائبة. 

هو العباس بن علي بن أبي طالب، هو إبن أم البنين التي فدت أقمارها الأربعة من أجل الدين والحسين، هو من تأسى بعمه جعفر بن أبي طالب الطيار، فكلاهما إستشهدا قطيعا الكفين في سبيل الله.

 لقد كان جعفر الطيار أول سفير في الإسلام، وأشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى قال عنه: ”أَشبهتَ خَلْقي و خُلُقي"، وكان الطيار يكبر الإمام علي عليه السلام بعشر سنوات، حمل راية الإسلام في معركة مؤتة عام 8 ه‍، بعد الصحابي زيد بن الحارثة وبقي يقاتل وهو يحمل الراية، حتى إنقطعت يمينه ثم أخذ الراية بيساره حتى إنقطعت، وبقي يقاتل حتى إستشهد، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  أن يدا جعفر ابن ابي طالب إستبدلا بجناحين في الجنة تكريما له. 

هم سلالة طيبة طاهرة مطهرة بعضها من بعض، فها هو العباس كعمه جعفر الطيار مقطع اليمين واليسار، وهو يحمل اللواء في يوم عاشوراء، قاتل وإستبسل في الدفاع عن إبن بنت رسول الله حتى إستشهد، فالقتل لهم عادة وكرامتهم من الله الشهادة، كما قالتها مولاتي الحوراء زينب عليها السلام. 

ليس غريبا بالتاكيد كيف يستشهد آل محمد في سبيل الدفاع عن الدين والعقيدة، وليس غريبا أيضا ما سلكه أتباع آل أمية لعنهم الله ولعنهم اللاعنون، من طرق في قتالهم للحسين عليه السلام وأصحابه، ومن أساليب التنكيل والتقتيل التي إستخدموها، فهذا ديدنهم وطريقهم ونهجهم. 

رفض العباس عليه السلام  الأمان مرتين من الامويين، وقال: ” لعنك الله أتؤمننا وإبن رسول الله لا أمان له، وتامرنا أن ندخل في طاعة اللعناء وأبناء اللعناء؟! “. 

برز أصحاب الحسين عليه السلام وأهل بيته واحدا تلو الآخر، وهم ينالون الشهادة، حتى برز لهم العباس، أعان الله قلبك سيدي أبا عبدالله كيف تنظر لعضيدك وأخيك، وحامل لوائك وكافل عزيزتك الحوراء، وأنت تراه يقاتل دونك ويقتل على يد الطلقاء أبناء الطلقاء؟!، والله ما تذكرت هذا الموقف إلا وإعتصر قلبي ألما، وتتساقط الدموع من هول المشهد، فكيف بمن عاشه؟!  قاتل العباس دون أخيه ببسالة وشجاعة، لم يناظره فيها أحد سوى أبيه حيدرة الكرار عليه السلام، قطعوا يمينه وقطعوا يساره، وهو يذود عن حرم رسول الله، لم يبقى في جسده الشريف  موضع لم تنله ضربه سيف أو طعنة رمح أو رمية سهم، (ويح الموت كيف إقترب منك يا أبا الفضل وأنت إبن أشجع الاولين والآخرين؟!). 

وسقط العباس صريعا على أرض كربلاء، وكان آخر نداء منه لأخيه الحسين عليك مني السلام أخي أبا عبدالله، (كلي بوفه العباس هم تلكه وفاي

للخوه ذب جفوف وي ذبة الماي)، وإنكسر ظهر الحسين، و خيم الحزن على الحوراء زينب عليهم السلام ما أقساها من لحظات: 

آنه زينب يبو فاضل رد عليه

سلبوني بطيحتك ما تدري بيه

آنه زينب إختك وانت كفلتني تالي وحدي محيرة بالطف عفتني 

يالطحت بالمشرعة ريتك شفتني

بعدك العدوان يا كافل ولتني 

72 صالح ضد 30 ألف شيطان، من البداية المعركة بالطبع كانت محسومة عسكريا لمعسكر الملعون يزيد، لكن إنسانيا وعقائديا وفكريا إنتصر الحسين عليه السلام، وبقيت رسالة الحسين بيننا خالدة وأمانة في أعناقنا، نحن نتبعها وعقيدة آل البيت عليهم السلام لن نحيد عنها وحبهم ثمنه دفعناه غاليا على مر الزمن، فطريق الحق وعر وموحش وقلة من يسلكه. 

هل تتوقعون دور معسكر يزيد إنتهى، وهل بقتل العباس وتقطيع أوصاله تم الأمر دون ما يريدون؟!، كلا فالمعركة بين الخير والشر أزلية، وحزب الشيطان لازال يحيك الدسائس والمكائد لحزب الله وشيعة آل محمد الأطهار ومواليهم ونحن منهم، فنحن نخوض كل يوم إختبارا صعبا وإمتحانا عسيرا، للحفاظ على مذهب آل البيت عليهم السلام، وما فعله صدام بالشيعة من مقابر جماعية وتعذيب و تهجير، ليس ببعيد فالشيعة منبوذون لديه ومحاربون ماداموا يسيرون على نهج آل البيت ويحبون عليا والحسين والعباس

ويلهجون بإسمائهم، ولم ينتهى دورهم حتى حلت غربان الشر داعش وغيرهم من التنظيمات التكفيرية، التي حاربت عقيدتنا وأخرجتنا عن ملة محمد وآل محمد، وتصدى لهم رجال الله وخيرته وصفوته الذين أفشلوا المخطط الأمريكي الصهيوني، لتفكيك العراق وخرابه، قادة أسمتهم المرجعية الرشيدة بقادة النصر، حملوا وسام الدفاع عن الوطن على صدورهم وسطروا أروع البطولات في كتب الشجاعة، من جمالنا الحبيب أبو مهدي والجنرال الضيف الحاج قاسم، وأبو تقوى السعدي، كلهم أبطال وقفوا ضد معسكر الشر وبذلوا الدماء على سواتر العز، من أجل تحرير العراق ونالوا شرف الشهادة، كسيدهم العباس مقطعي الأوصال على درب الحسين الشهيد: 

اليطب للحرب يعرى حسين ضل عريان

وإحنه من الحسين دروس نتعلم

يلتعريت سيف من أجل گبة حسين

السيف شما عرى يضل صاحبه مهندم

ما ضميت روحك من على الدخان

الزلم تنكط صفار وإنته تتبسم

يبو صكير الزلم جدامك من الخوف

لبدو مثل شعر بلحية ملثم

المهندس من رفع خشمه فزعت شمسين

وضواك بكل شراسة وعافية تحزم

يبو جف السطرهم لحد ما باسوه

فلح من لزم تفكه ومن غزه تغنم

صلف وترهدنت جويه إعلى جفن العال

تلجمه شما رمش وتندهه لو سلهم

إعلى حد الكابلك ماشاف غير الكاع

كضاهه مدنك وبلوكفه ضل يحلم

تخمت بطنه بزلم من فتح حلكه الثار

لما حومر عوافي وصاحلك تسلم

شكثر صاحو تحذر لا ترد مجروح

كلت سيف اليعارج يرجع مثلم

الكلف يتخوصر بطرف الشيل چلاب

ومن تنخاه كصيبه يفرع ويهتم

سيف الزين ما يلتفت للزنجار

شما طاح النده وجو الحرب غيم

يبو كارة العز الما رخلهه حزام

شلتهه ومنهه خصمك عود ما چيم

التعليقات