أصبحت فكرة التعرض للتهديد أمرًا شائعًا هذه الأيام، إضافة إلى أن كثيرًا من الأشخاص لا يعرف كيف يتصرف مع هذه التهديدات، ما سنتحدث عنه في هذا المقال، سنخبرك كيف تتعامل مع التهديدات المختلفة، إضافة إلى بعض نصائح الخبراء التي قد تفيدك في الخروج من هذه الورطة.
كيف نتعامل مع التهديدات؟
- تقييم الموقف
تو توجد أنواع عدة من التهديدات يمكن أن يتعرض لها الإنسان؛ لذا يجب أن تقيم في البداية الموقف، فتعرف كيف سيتصرف الشخص الذي يهددك، فيوجد فرق كبير بين التهديد المباشر وغير المباشر، فإذا كان شخص يهددك مباشرة بالقول أو الفعل، فهذا الأمر يحتاج إلى تقييم مختلف عن التهديد غير المباشر الذي يأتي بالتلميح، أو عبر الهاتف أو الرسائل الإلكترونية.
إذا كان التهديد مباشرًا وعاجلًا فتحتاج أن تتصرف بسرعة، عن طريق وجود أفضل طريقة للدفاع أو الهروب، أما في حالات التهديدات غير المباشرة يمكنك أن تدرس الموقف بهدوء؛ لتفهم سبب التهديد، وبذلك يمكنك تقييم المخاطر، ومعرفة إلى أي مدى يمكن أن يذهب هذا الشخص في تهديدك قبل اتخاذ أي قرار أو أي رد فعل.
يجب أن تقيم المنطقة المحيطة بك إذا كان التهديد مباشرًا، فعندما يقدم شخص ما على محاولة سرقة محفظتك، أو تهديدك لإخراج الهاتف أو المحفظة، يجب أن تعرف هل لديك فرصة للمقاومة أو الهرب؟ وإذا كانت كاميرات المراقبة موجودة في المكان أم لا، فتعد هذه الأمور دليلًا على قرارك، وطريقة دفاعك عن نفسك، التي تجعلك تخرج بأقل الخسائر.
- التهديدات غير المباشرة
إذا كنت تواجه تهديدًا غير مباشر أو غير عاجل فأول خطوة يجب أن تخطوها هي مواجهة الشخص الذي يهددك؛ لمعرفة أسباب هذا التهديد، ولفهم طريقة تفكيره، ويمكنك النقاش معه، والوصول إلى أفضل حل.
يمكنك بالنقاش والحوار أن تكتشف المدى الذي يستطيع أن يصل له هذا الشخص، فبعض الأشخاص الذين يهددون لا يستطيعون تنفيذ تهديدهم، لكن بعضهم الآخر قادر على تنفيذ التهديد، وهو ما ستكتشفه بذكائك من الحوار والنقاش.
في بعض الحالات يكون الشخص الذي يهددك مدفوعًا بطريقة خاطئة نحو إيذائك وتهديدك، سواء من أشخاص آخرين أم اعتقادًا بأنك تسببت له في أضرار، وقد تكون قد فعلت ذلك دون أن تدرك، وهو ما يوجب الاعتذار.
إذا تحققت أن الشخص الذي يهددك يفعل ذلك من أجل ابتزازك، والحصول على مكاسب، فيجب أن تكون حازمًا في التعامل معه، وأن تحاول معرفة أكبر قدر من المعلومات عنه، أو عن الأشخاص الذين دفعوه نحوك.
حسب تقديرك للموقف يمكنك الاستعانة بأشخاص آخرين للتعامل مع الموقف من أصحاب الثقة؛ مثل: والدك أو معلمك أو صديقك، فيمكن للآخرين مشاركتك في طرح الأفكار، ومناقشة الموقف، وفي مواجهة الأشخاص الذين بابتزازك، وهو ما يعزز من ثقتك بنفسك، ويمنحك القدرة على وجود الحلول، إضافة إلى الإحساس بالأمان الذي تحتاج إليه في هذا الموقف.
في بعض الأمور التي لا تستطيع حلها بنفسك يمكنك تحرير محضر في أحد أقسام الشرطة، والاستعانة بالأمن، لكن هذا الأمر يحتاج منك إلى أدلة تثبت جدية البلاغ بإثبات هذه التهديدات وخطورتها؛ مثل: تسجيل مكالمة هاتفية، أو تصوير فيديو يوضح التهديدات التي تتعرض لها، وفي حالة الابتزاز والتهديد عبر الإنترنت يمكن الاحتفاظ بالرسائل والمحادثات التي تثبت ذلك.
- كيفية التعامل مع التهديدات اللحظية ؟
يجب أن يكون تفكيرك الرئيس في التهديدات اللحظية ألا تلجأ إلى العنف، إلا إذا اضطررت لذلك، فيمكنك المساومة على نحو هادئ، أو حتى تنفيذ بعض المطالب للشخص الذي يهددك إذا لم تكن واثقًا من قدرتك على مقاومته، أو الهرب، أو طلب المساعدة.
ينصح الخبراء في هذه المسألة بأن يكون اختيارك الأول هو تسليم المتعلقات والممتلكات للشخص الذي يهددك، لا سيما إذا كان يمتلك سلاحًا، فيمكنك تعويض هذه المتعلقات، في حين لا تستطيع تعويض الإصابات والخسائر البدنية.
إذا كان من يحاول ابتزازك أو تهديدك مجموعة فحاول التحدث إلى قائد المجموعة بنبرة قوية وصارمة أنك مستعد للتنازل عن بعض المتعلقات، حتى ينتهي هذا الموقف، ولا تظهر بصورة الخائف الذي يبحث عن الخروج من الموقف بأي ثمن.
في بعض الحالات قد تضطر للدفاع عن نفسك، والالتحام مع المعتدي، حتى لو كان يفوقك قوة، لا سيما إذا طلب منك أن تصحبه إلى السيارة، أو إلى مكان آخر، ويجب أن تكون في منتهى الشراسة، وتكون مقاومتك كبيرة، فلم يبقَ مفر لذلك.
إذا اضطررت للدفاع عن نفسك يجب أن تهاجم الوجه، وتصدر أصواتًا عالية، وتثير جلبة كبيرة، فتعد هذه الأمور أكثر ما يخيف المعتدي، حتى لو كان يحمل سلاحًا، إضافة إلى إمكانية أن يسمعك الناس، ويأتي أحدهم لنجدتك، ما يزيد المعتدي إرباكًا، وقد يتركك ويهرب.
من النصائح التي يقدمها الخبراء في مثل هذه المواقف أن يكون دائمًا لديك محفظة مزيفة لتقذفها بعيدًا، حتى تستطيع الهرب، في حين السارق يحاول الحصول عليها، وأن تحكم قبضتك جيدًا إذا قررت أن تلكم ذلك الشخص في وجهه مع وضع الإبهام إلى أسفل وليس إلى الجانب، مع التركيز على الركلات المنخفضة في الكاحل والركبة وأسفل الحزام والحنجرة والعينين.