أكد قائد فرقة العباس القتالية، ميثم الزيدي، اليوم الأربعاء على ضرورة مغادرة السياقات العسكرية الكلاسيكية والتحول نحو التكتيكات الحديثة التي تعتمد على السرعة والتكنولوجيا، مشدداً على أن "عرق التدريب يقلل من دماء المعركة".
جاء ذلك خلال جولة تفقدية في قسم التدريب مركز الشهيد مالك اليعقوبي أكاديمية الفرقة، وذلك ضمن جولته الميدانية على تشكيلات الفرقة المنصورة، تزامناً مع الذكرى السنوية ليوم النصر العظيم: وفقاً لبيان القيادة والذي تلقاه كلمة الاخباري.
وأضاف الزيدي، "إن الزمن يتطور، ومعه تتطور التكتيكات العسكرية. لا يمكننا البقاء متمسكين بنفس السياقات التي تأسس عليها الجيش العراقي عام 1921 أو تلك التي وُضعت وفق النظام البريطاني قبل قرن من الزمان. لاحظتُ تباطؤاً في تنفيذ الأوامر وتعدداً في الإيعازات؛ نحن اليوم في عصر السرعة، ويجب أن يُعطى الإيعاز مرة واحدة لينفذ بدقة، فالقوة العسكرية المحترفة تفهم المطلوب من إشارة واحدة".
وتابع أنه "نولي اهتماماً بالغاً بمركز التدريب، فهو اللبنة الأساسية. وكما قيل: عرق التدريب يقلل من دماء المعركة، وإن الحروب النظامية التقليدية والخنادق والساتر الترابي قد تلاشت، ونحن اليوم نواجه حروباً تعتمد على القوات الخاصة، وحرب الشوارع، والطيران المسيّر، والصواريخ بعيدة المدى، مما يستوجب تدريباً نوعياً مستمراً".
وبين أن "منام المقاتل، طعامه، وخدماته هي من أولوياتنا، لكن القاعدة هي: (قدموا الحقوق ثم طالبوا بالواجبات). لا نطلب الالتزام العالي دون توفير الحقوق. وفي المقابل، عقوباتنا (ضبطية إدارية) لتقويم الحالة وفرض النظام، فالقوة بلا انضباط تفقد هويتها".
ولفت إلى أن "العدو عندما عجز عسكرياً، لجأ إلى (العدو الخفي) عبر استهداف المجتمع بالمخدرات والانحلال. وهنا أشير إلى نقطة مهمة جداً وهي واقع الإعلام في العراق؛ للأسف الإعلام لدينا ليس له ضوابط دقيقة (فوضى)، وكل من هب ودب يتحدث بما يشاء دون رقيب، وهذا يؤثر على الأمن النفسي والمجتمعي. لذا، عليكم كمجاهدين أن تكونوا واعين، محصنين، لا تنجرفوا خلف هذه الفوضى، بل كونوا قادة في الالتزام والأخلاق".
وختم الزيدي بالقول: أن "ذكرى النصر والدعاء المرجعية ، نستذكر ذكرى النصر العظيم (2017) ودور العتبات المقدسة الساند. هذا النصر لم يكن ليتحقق لولا فتوى المرجعية العليا المباركة. نسأل الله العلي القدير أن يحفظ صاحب الفتوى، سماحة السيد السيستاني (دام ظله الوارف)، وأن يطيل في عمره خيمةً للعراق وأهله، وأن يحفظ ذريته المباركة والعلماء العاملين، ورحم الله شهداءنا الأبرار".
المحرر: عمار الكاتب