الجمعة 29 ذو الحِجّة 1445هـ 5 يوليو 2024
موقع كلمة الإخباري
أخي السني العزيز..
د. علي المؤمن
لأنك شريكي في الدين والأمة والمجتمع والوطن؛ فإنني أجد نفسي ملزماً لأحدثك بشأن واقعة الغدير.. حديث القلب والعقل، لنصل إلى مساحة مشتركة من التفاهم والوئام، ونبذ مشاعر الفرقة. وسوف لن تأخذ قراءة المقال من وقتك أكثر من بضع دقائق.
2024 / 06 / 26
0

أخي السني العزيز..   

  لأنك شريكي في الدين والأمة والمجتمع والوطن؛ فإنني أجد نفسي ملزماً لأحدثك بشأن واقعة الغدير.. حديث القلب والعقل،  لنصل إلى مساحة مشتركة من التفاهم والوئام، ونبذ مشاعر الفرقة. وسوف لن تأخذ قراءة المقال من وقتك أكثر من بضع دقائق.

   أوضح لك ابتداءً؛ بأن أصل واقعة الغدير وحديثها، هو محل إجماع محدثي السنة وفقهائهم ومدوني السير، وقد ذكرت في مقال سابق رواتها السنة وأهم كتب علماء السنة السلف التي وثّقت واقعة الغدير وحديثها بالتفصيل، كما يذكرهما الشيعة؛ فلا خلاف بين الطرفين في هذا المجال، بل لا خلاف على أهمية الواقعة وعظمتها.

   لكن الاختلاف هو في دلالة حديث الغدير؛ إذ يقول علماء الشيعة بأنه يدل على الولاية العظمى (ولاية الدين والدنيا)، بينما يقول علماء السنة بأنه يدل على ولاية الدين فقط أو ولاية المحبة والتآخي بين الرسول والإمام علي. وسواء كانت الدلالة شاملة لولاية الدين والدنيا أو مقتصرة على ولاية الدين أو لاية المحبة والتآخي؛ فإنها في النتيجة مناسبة تستحق أن يحتفل بها المسلمون السنة أيضاً، ويحيوا ذكراها؛ خاصة وأن الله قرن كمال الدين وإتمام النعمة بواقعة الغدير، كما نص القرآن الكريم، وهو ما يتفق عليه علماء الطرفين أيضاً.

   أخي السني الكريم.. ابن أمتي 

   إن معرفتك بحقيقة اتفاق المسلمين الشيعة والسنة على صحة واقعة الغدير وحديثها، وإن اختلفوا في دلالتها؛ هي فرصة ثمينة لك لترك مشاعر التحسس منها، والتي يثيرها دعاة الفتنة والطائفية فيك، وهم الذين يتقصدون حجب حقيقة واقعة الغدير عنك، خلافاً لما أكده علماء السنة السلف كافة.

   أخي السني.. ابن وطني

   إن العودة إلى كتب علماء السنة السلف بشأن واقعة الغدير؛ سيضعها في مسارها الطبيعي محوراً لتآلف المسلمين، ووحدة أبناء الوطن، وتشابك عواطفهم وتكريس دعائم التعاون والتعاضد والتعايش والمودة بينهم. ولن يقلل من عظمة الواقعة عند المسلمين السنة والشيعة، ما نعرفه من اختلاف في دلالاتها.

   والله من وراء القصد

التعليقات