البحث

يُسدل العالم، اليوم الأربعاء، الستار على عام 2025، وهو عام استثنائي حافل بالأحداث والتحولات الكبرى، سياسياً وإنسانياً واقتصادياً، طغت عليه الحروب والأزمات المناخية والتطورات التكنولوجية المتسارعة.

وشهد العام أبرز محطاته بإعلان وقف إطلاق نار هش في قطاع غزة بعد حرب مدمّرة، إلى جانب جهود دبلوماسية مكثفة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، في وقت تصدّر فيه الذكاء الاصطناعي مشهد الاستثمارات العالمية، تزامناً مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وإصداره قرارات غير مسبوقة.

عام ساخن ومآسٍ مناخية

سجّل 2025 واحداً من أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق، ما أدى إلى اندلاع حرائق غابات واسعة في أوروبا، وموجات جفاف قاسية في أفريقيا، وأمطار وفيضانات مميتة في أجزاء واسعة من جنوب شرق آسيا، لتتحول الأزمة المناخية من تحذير علمي إلى واقع يومي.

رأس سنة بطعم الحزن

في سيدني، التي تُعرف بـ«عاصمة رأس السنة في العالم»، خيّم الحزن على الاستعدادات بعد الهجوم الدامي الذي وقع في منتصف ديسمبر على شاطئ بوندي، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً. ورافقت الاحتفالات إجراءات أمنية مشددة وانتشار كثيف لعناصر الشرطة المدججين بالسلاح.

وفي هونغ كونغ، أُلغي عرض الألعاب النارية التقليدي حداداً على أرواح 161 شخصاً قضوا في حريق مروّع اندلع في مجمّع سكني في نوفمبر، بينما كانت دول المحيط الهادئ، مثل كيريباتي ونيوزيلندا، أول من استقبل العام الجديد.

سياسة متقلبة وقرارات قياسية

سياسياً، عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، ووقّع خلال أقل من عام 221 أمراً تنفيذياً، متجاوزاً حصيلة ولايته الأولى كاملة. وشملت قراراته ملفات شائكة من التعرفات الجمركية والهجرة، إلى الذكاء الاصطناعي والإنفاق الحكومي، في خطوة أعادت الجدل السياسي إلى ذروته.

غزة وأوكرانيا.. نزيف مستمر

بعد عامين من الحرب في قطاع غزة، فُرض وقف لإطلاق النار بضغط دولي، في نزاع خلّف أكثر من 70 ألف شهيد، معظمهم من المدنيين.

وفي أوروبا، واصلت حرب أوكرانيا اقترابها من عامها الرابع، وسط آمال حذرة بإحراز تقدم دبلوماسي، رغم بقاء ملف الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية نقطة خلاف جوهرية.

وجوه غابت وأحداث هزّت العالم

اجتماعياً وثقافياً، ودّع العالم شخصيات بارزة في مجالات البيئة والأدب والفن والموضة والسينما، فيما شهدت الساحة الثقافية أحداثاً غير مسبوقة، بينها سرقة جريئة طالت متحف اللوفر، وتحول دمى «لابوبو» إلى ظاهرة عالمية.

رياضة وفضاء وذكاء اصطناعي

ويُقبل العالم على عام 2026 بترقّب، مع استعداد الولايات المتحدة وكندا والمكسيك لاستضافة أكبر نسخة في تاريخ كأس العالم لكرة القدم، ودورة الألعاب الأولمبية الشتوية في إيطاليا، واحتمال عودة البشر إلى القمر عبر مهمة فضائية جديدة.

في المقابل، يواصل الذكاء الاصطناعي إثارة القلق بقدر ما يجذب الاستثمارات، وسط مخاوف من التضليل، وانتهاك الحقوق، وتسريح الوظائف، فيما تشير التقديرات إلى أن الإنفاق العالمي عليه قد يتجاوز تريليوني دولار خلال العام المقبل.

المحرر: حسين هادي