الاثنين 25 ذو الحِجّة 1445هـ 1 يوليو 2024
موقع كلمة الإخباري
صوتُ الفتوى بين الشيخين: محمد تقي الشيرازي وعبد المهدي الكربلائي
عادل الصويري
أديب وكاتب عراقي مشرف في وزارة الشباب العراقية‏ درس السياحة والفندقة بدأ الكتابة الشعرية عام 1993 بلون الدارمي الشعبي أصدر العديد من المجموعات الشعرية له العديد من المقالات في الفكر والأدب والصحافة
2024 / 06 / 13
0

نص من كتابي (مرويات الهدهد الغاضري) الصادر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث / ٢٠٢٤

هذا المنبرُ، تمرُّ خلالهُ الأزمنةُ، وهو في رُكنِهِ بالصحنِ الحسينيِّ الشريف،. قيلت عليه آلافُ الخُطبِ والقصائدِ والمراثي، وبكت تحته ملياراتُ العيون حزناً على مصيبةِ "الوتر في الخالدين".

ما هو سِرُّهُ؟ وكيفَ له أن يحتفظَ  بحيويته كُلَّ هذا الزمن؟ وما سِرُّ الفتوى التي تُقالُ عليه؟

إنّهُ الصوتُ الذي يُنَقِّطُ البلادَ، حين يهدد المعنى غموضُ الإنجليز، وسوادُ التكفيريّين، فيتحوّلُ الكلامُ فصيحاً مِنَ اللغةِ إلى (مكَاوير)، إلى سمرةِ الفراتيّين والجنوبيّين في الألفيةِ الثالثة.

إنَّهُ ابتساماتُ الوساوسِ المختنقةِ في صدورِ الأمّهاتِ و (الشِيّاب) وسعفِ النخيل. إنّهُ طمأنينةُ الخيوطِ الخُضْرِ المعقودةِ على أضرحةِ المُقَدَّسين أن لا خوفَ على المُقَدَّساتِ، ولا الزُوّارُ يُحرَمونَ بركاتِها.

***

لقد كفرَ الجرادُ، وأُريدَ لهُ أن ينتشرَ، فكانَ للزاهدِ التسعينيِّ في زُقاقٍ ضَيّقٍ بالنجفِ رأيٌ آخر.

طارتْ فتواهُ من ذلكَ الزقاقِ على زاجلٍ من تسبيحات الزهراء، وحطّت على المنبرِ الحُسَيْنِيِّ. إنّهُ توحُّدُ الأزمنةِ التي لا تستبدلُ أرواحَها كما تستبدلُ أسماءها.

تستحضرُ سِرَّها، فتحتشدُ ذرّاتُ وجودِها، وتخرجُ مُدَجَّجةً بالسُمرةِ والأهازيجِ والصلوات. فالمنبرُ والفتوى ثنائيّةٌ لاشتعالِ الأرواحِ والقصائد.

التعليقات