قفزت أسعار الغاز الطبيعي القياسية في أوروبا بنسبة 3% صباح يوم الأربعاء، بعد أن أنهت شركة الطاقة الألمانية العملاقة يونيبر عقود توريد الغاز الروسي، مما ترك السوق قلقة بشأن تدفقات الغاز المتبقية من روسيا إلى دول القارة.
وقبلها بيوم، ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال تعاملات الثلاثاء، مدعومة بتوقعات الطقس التي تشير إلى ارتفاع درجات الحرارة فوق المتوسط في معظم أنحاء البلاد. وزادت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة تسليم يوليو، بنسبة 7.35% إلى 3.12 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
ووفق نشرة "أويل برايس"، قالت شركة Uniper أمس إنها قررت إنهاء عقودها طويلة الأجل لتوريد الغاز الروسي، وبالتالي أنهت بشكل قانوني علاقة توريد الغاز طويلة الأجل مع شركة Gazprom Export الروسية المملوكة للدولة.
وأضافت قائلة: "أصبح القرار ممكناً بعد أن منحت محكمة تحكيم الأسبوع الماضي لشركة Uniper الحق في إنهاء العقود، ومنحتها أكثر من 14 مليار دولار (13 مليار يورو) تعويضات عن كميات الغاز التي لم توفرها شركة Gazprom Export منذ منتصف عام 2022". ويوفر هذا الحكم الوضوح القانوني لشركة Uniper.
وقال مايكل لويس الرئيس التنفيذي لشركة يونيبر: "بحق الإنهاء الذي تلقيناه في حكم التحكيم، فإننا ننهي العقود مع شركة غازبروم للتصدير". كما قال "جرى أيضاً تأكيد الموقف القانوني لشركة Uniper في ما يتعلق بمسألة التعويضات".
ووفق تقرير "أويل برايس"، اضطرت ألمانيا إلى تأميم شركة يونيبر في عام 2022 لتجنب انهيارها، وسط ارتفاع أسعار الغاز، ونقص الإمدادات الروسية، في أعقاب الغزو الأوكراني، وعقوبات الاتحاد الأوروبي. وبلغ إجمالي فاتورة التأميم 53 مليار دولار.
وفي الشهر الماضي، استأنفت "يونيبر" أمراً قضائياً أصدرته محكمة روسية، ينص على أن شركة الطاقة الألمانية العملاقة بحاجة إلى دفع ما يصل إلى 15 مليار دولار (14 مليار يورو) إذا كانت تسعى إلى مواصلة التحكيم ضد "غازبروم"، التي كانت المزود الرئيسي للغاز الطبيعي لشركة يونيبر، من قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويعني إعلان أمس من "Uniper"، والتحذير الأخير من شركة OMV النمساوية بأن شركة Gazprom قد توقف إمدادات الغاز إلى النمسا، بسبب حكم محكمة أجنبية الذي يمكن أن يوقف مدفوعات "OMV" لشركة Gazprom Export. وهذه الاحتمالات أعادت إثارة المخاوف في سوق الغاز الأوروبي بشأن ما إذا كانت شركة Gazprom ستقيّد الإمدادات الروسية بشكل أكبر إلى أوروبا كاملة.
وكانت مفاوضات قد جرت يوم الثلاثاء بشأن تصدير الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أذربيجان، مروراً بأوكرانيا، ومن أذربيجان إلى دول الاتحاد الأوروبي لتفادي الحظر.