الأربعاء 17 جمادى الآخرة 1446هـ 18 ديسمبر 2024
موقع كلمة الإخباري
غزو المسيّرات المجهولة: هل عجزت أمريكا عن فهم ما يجري في سمائها؟
بغداد ـ كلمة الإخباري | سراج علي
2024 / 12 / 15
0
دخلت الولايات المتحدة الأمريكية بأسرها وعلى المستوى الحكومي والشعبي حالةً من القلق، في اليومين الأخيرين، بخصوص الطائرات المجهولة التي تحلّق فوق ولاية نيويورك وجزء من ولاية نيوجيرسي، والتي حيّرت وزارة الأمن الداخلي، فيما دعا الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى إسقاطها على الفور.
لم يكن هذا الحديث متداولاً من قبل وسائل الإعلام الأمريكية إلا بعد أن تصدّر المشهد على لسان مسؤولين في البلاد، رغم أن مواطنينَ تحدثوا عنها قبل أسبوع على وسائل التواصل الاجتماعي، وتداولوا مقاطع مصوّرة لهذه الطائرات "المحيّرة والغريبة".
وبدأت مشاهدات الطائرات بدون طيار تتوالى منذ يوم (18 تشرين الثاني الماضي)، ووفقاً لعضو الجمعية التشريعية لولاية نيوجيرسي دون فانتازيا فقد "تم رصدها كل ليلة تقريباً، مع ورود ما بين (4 – 180 تقريراً) عن مشاهداتها في الليلة الواحدة".
وفي تدوينة مطوّلة على موقع (إكس)، وصفت فانتازيا الطائرات بدون طيار بأنها "يصل قطرها إلى ستة أقدام، وأحيانًا تسافر وأضواؤها مطفأة وتبدو أكبر من طائرات الهواة".
وفيما لم يصعّد المسؤولون في الحكومة المنتهية برئاسة جو بايدن من الموقف أكثر خوفاً من إثارة الهلع بين المواطنين، إلا أنّه ووفقاً لما تابعه موقع (كلمة) الإخباري في تصريحات المسؤولين الجُدد في حكومة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، محاولتهم إدانة الحكومة الحالية على عدم ضبط أمنها الجوي.
وقد يتوقّع المسؤولون الأمريكيون من أن تكون هذه الطائرات الغريبة "استهدافاً أمنياً من قبل روسيا والصين" بحسب مراقبين، إلا أنّ "هذا الحدث يشكل فرصةً لإدانة سياسة بايدن الضعيفة والمتهالكة، والتي تشكّل نقطة قوة بالنسبة لخلفه دونالد ترامب".
ويقول المراقبون أيضاً: إنّ "الطائرات وإن شكّلت تهديداً للبلاد ولكن بالنسبة لترامب أنها حصلت خلال فترة حكومة بايدن وليسَ مع بداية حكمه للولايات المتحدة".
ويظهر مثل هذا الموقف في استغلال مثل هذه الأحداث رغم ضبابيتها من قبل مسؤولي الحكومة القادمة، في تصريح مايك والتز مستشار الأمن القومي في الإدارة الأميركية المنتخبة بقيادة دونالد ترمب، الذي قال اليوم: إنّ "رصد سلسلة من الطائرات المسيرة في ولاية نيوجيرسي وولايات أخرى سلطت الضوء على ثغرات في أمن المجال الجوي للولايات المتحدة ينبغي معالجتها".
وكذلك عبر عددٌ من رفاق بايدن الديمقراطيين، عن "إحباطهم مما وصفوها بعدم شفافية الحكومة وعدم التصدي للمخاوف العامة".
في حين قلّلت إدارة الرئيس جو بايدن من المخاوف بشأن مشاهدة عدد من الطائرات المسيرة، وقالت إنه "لا يوجد دليل على أي تهديد للأمن القومي".
كما دعا عمدة مقاطعة مونماوث بولاية نيوجيرسي الجمهور "إلى عدم إطلاق النار عليها المسيرات".
وأكد ممثلون للشرطة الفيدرالية (أف بي آي) والأمن الداخلي وإدارة الطيران الفيدرالية (أف أي أي) أنه "لا يوجد أي عنصر، في هذه المرحلة من تحقيقاتهم، يُظهر وجود نشاط إجرامي أو صادر عن قوة أجنبية".
وهو الأمر ذاته مع حاكم ولاية نيوجيرسي فيل مورفي ومسؤولو إنفاذ القانون، الذي أكّد أن "الطائرات بدون طيار لا يبدو أنها تهدد السلامة العامة".
وكذلك كتبت حاكمة نيويورك كاث هوتشيل على موقع (إكس) يوم الجمعة: "نعرف أن سكان نيويورك رصدوا مسيرات في الجو هذا الأسبوع ونحن نقوم بالتحقيق.. في هذا الوقت، لا يوجد دليل على أن هذه المسيرات تشكل تهديدا للسلامة العامة أو الأمن القومي".
وقالت: إن "مكتبها يقوم بالتنسيق مع مكتب التحقيقات الاتحادي ومكتب وزارة الأمن الداخلي لحماية سكان الولاية".
وفي ظل هذه التصريحات المتضاربة بين المسؤولين في الحكومتين المنتهية ولايتها والمنتخبة حديثاً، فإنّ الوضع الغامض يثير حيرة السكان والمشرعين على حد سواء، وأثار مخاوف أمنية متزايدة، كما علّقت على ذلك الصحفية ميشيل باترفيلد في تقرير لها ترجمه (كلمة) الإخباري.
كما صرّح عضو الجمعية التشريعية للولاية براين بيرغن لقناة "نيوز 12" قائلاً: "أنا قلق بشكل مشروع بشأن ما يحدث؛ لأنّ لا أحد يعرف شيئاً".
في حين قالَ عمدة بيكوانوك رايان هيرب للمحطّة: "نحن نتعرّض لغزو فعليّ من قبل طائرات بدون طيار. وليس لدينا أي فكرة عن من يقوم بذلك ومن أين أتوا".
ويتصاعدُ القلق أكثر بعد التصريحات التي أدلى بها الرئيس المنتخب دونالد ترامب لمجلة (التايمز) حول حدوث ضربة إيرانية للولايات المتحدة، حيث قال: إنّ "كلّ شيء محتمل".
ويأتي مثل هذا التصريح متزامناً مع حديثٍ للنائب جيف فان درو، وهو جمهوري من نيوجيرسي، الذي قال: إن "الطائرات بدون طيار كانت من "سفينة أم" من إيران "قبالة الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية". رغم أن البنتاغون نفى مثل هذا الادعاء، وقال: "لا توجد أي سفن إيرانية قُبالة سواحل الولايات المتحدة".
ووسط هذه المخاوف التي وصلت إلى مستوى المسؤولين وليس فقط المواطنين في الولايات المتحدة، يبقى السؤال المهم: من أو ماذا يقف وراء هذه الأجسام الطائرة؟ ومن أين أتت؟ وماذا تفعل؟



التعليقات