الأحد 23 جمادى الأول 1446هـ 24 نوفمبر 2024
موقع كلمة الإخباري
ما الدليل العقلي على حدوث العالَم؟
المصدر: مركز الأبحاث العقائدية
2024 / 03 / 05
0

من المغالطات المنطقية أن يسألك أحدهم: من خلق الكون؟ وهذه مغالطة لأنّك يجب أن تثبت أنّ الكون مخلوق أوّلاً ثمّ تنتقل لمسألة الخالق".

نرجو منكم أن تردّوا بردّ شافٍ لدحض هذه المقالة الواهية؟

الجواب:

أوّلًا: لا يبدأ الموحّد المؤمن في إثبات التوحيد بهذا السؤال عادة، بل يستدل على ضرورة حدوث العالم أوّلًا، ثم يثبت أنّ لكل حادث محدِث وخالق، ومن بعد ذلك يسأل: من هو هذا المحدِث والخالق الذي خلق الكون؟ بل إذا بدأ بهذا السؤال، فليس ذلك لعدم التفاته إلى ضرورة إثبات حدوث العالَم أوّلًا، بل لوضوح الأمر لديه؛ لأنّه مسبوق بفهم الاستدلال الذي ينكره الملحد ومقتنع به. والظاهر أنّ هذا الملحد قد حذف الأقسام الأولى من الاستدلال لكي يظهره كمغالطة!

ثانيًا: يمكن دحض زعمه بأدنى التفات، والبرهان على بطلانه يمكن صياغته بما يلي:

لا ينكر أيّ أحد وجود الموجودات المحدودة، ولو إجمالاً، والمحدود المتجزّئ يقبل الزيادة والنقصان والتغيير؛ لتناهي وجوده، وكل ما يقبل التغيير فإنّه ممكن الوجود؛ أي: ليس لوجوده ضرورة ولا لعدمه لزوم، وما يتساوى له الوجود والعدم، إن وجِد؛ فلا بد له من موجِد وعلّة وسبب لوجوده، وما يكون هكذا يكون مخلوقًا.

ولا يصح أن تكون الصدفة ذلك السبب؛ لأنّها لا تجتمع مع النظام المحكّم للكون، وبحسب القانون الثاني للثيرموديناميكا (الأنتروبي) فإنّ انبثاق النظام من الصدفة ومن اللانظام مستحيل، والعكس هو الصحيح.

ولا يمكن أن يكون السبب نفس المخلوق؛ إذ يعني ذلك تقدّم الشيء على نفسه وهو مستحيل، والعدَم لا شيء فلا يصح أن يكون سببًا؛ فوجب أن يكون لهذا الكون خالقًا ومحدِثًا. ولابد أن يكون هذا الخالق مباينًا لمخلوقاته بأن يكون غير متجزّئ؛ أي: لا يكون فيه مناط الإمكان، وإلا يرد السؤال بشأنه أيضًا، وهو الله تعالى خالق العالَم لا من شيء، وهو المطلوب.



التعليقات