الخميس 20 جمادى الأول 1446هـ 21 نوفمبر 2024
موقع كلمة الإخباري
أجوبة الفقهاء الشيعة:
ما هي "فرحة الزهراء"؟ وما رأي السيد السيستاني؟
إعداد: الشيخ حسين درويش
2023 / 09 / 24
0

سنوياً في التاسع من شهر ربيع الأول، يكثر السؤال عن مناسبة فرحة الزهراء.. "كلمة" أعدّ هذا المقال الذي يتضمّن جملة من إجابات العلماء الشيعة، ومن بيهم رأي مركز الأبحاث العقائدية الذي يعمل تحت إشراف مكتب السيد السيستاني.

جواب الميرزا التبريزي:

السؤال: كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن عيد الزهراء (عليها السلام)، أرجو إعلامنا بمدى مصداقية هذا العيد، وما هي حقيقته؟

الجواب: هذا الأمر معروف عند الشيعة وله وجوه متعددة منها: ان في هذا اليوم توج الإمام المهدي (عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف) بالإمامة بعد وفاة والده الإمام الحسن العسكري في اليوم الثامن من شهر ربيع الأول، وهو المنتقم من أعداء الزهراء (عليها السلام) وأعداء الدين والموكل بإقامة دولة الحق.

ومنها: ان في هذا اليوم قتل عمر بن سعد قاتل الحسين (عليه السلام) كما في بعض المنقولات التاريخية. وعلى كل حال فهو يوم فرح للشيعة عامة ولأهل البيت (عليهم السلام).

المصدر: الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية ـ آية الله الميرزا جواد التبريزي. (نور الله ضريحه)

جواب الشيخ محمد صنقور:

الجواب: لا وجود لمثل هذه المناسبة عندنا نحن الشيعة فما يفعله بعض العوام سابقًا لا أصل له وهو عمل مرجوح.

نعم يوم التاسع من ربيعٍ الأول يصادف أول يوم اطلع فيه الامام المنتظر (ع) بدور الامامة.

جواب السيد محمد صادق الروحاني: 

"بإسمه جلّت أسماؤه‏ هو اليوم الذي قتل فيه مَن اعتدى عليها، وتسبّب في إسقاط جنينها وشهادتها".

جواب السيد جعفر مرتضى العاملي: 

بخصوص عيد البَقْرِ، فإن كان المقصود به يوم التاسع من شهر ربيع الأول، فالذي أعتقده فيه هو أحد أمرين:

أولهما: أن يكون هذا اليوم هو اليوم الذي بدأت فيه بوادر نجاح حركة المختار بالظهور، والمختار هو الذي انتقم من مجرمي فاجعة كربلاء، ومنهم عمر بن سعد، وحرملة، و.. و.. وأدخل السرور على قلب الإمام السجاد عليه السلام، والهاشميات، وسائر بني هاشم..

وليس صحيحاً ما يُدَّعى من أن عمر بن الخطاب، قد قُتل في مثل هذا اليوم على يد أبي لؤلؤة، الذي بقر بطنه بسيفه، لأن قتل عمر إنما كان في شهر ذي الحجة، في السادس والعشرين منه. لا في شهر ربيع الأول.

قال ابن إدريس في السرائر: من زعم أن عمر بن الخطاب قتل في اليوم التاسع من ربيع الأول فقد أخطأ، بإجماع أهل السير والتواريخ.. ومراجعة كتب التاريخ تدل على ذلك..

الثاني: أن يكون الفرح في هذا اليوم بمناسبة بدء إمامة إمامنا حجة آل محمد أرواحنا فداه، وصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آبائه الطاهرين..

فإن أباه الإمام الحسن العسكري الزكي، قد استشهد في اليوم الثامن من شهر ربيع الأول، فهو يوم حزن ومصيبة، واليوم التاسع هو أول أيام إمامة الإمام المنتقم من ظالمي آل محمد، والطالب بدم المظلوم بكربلاء..

جواب مركز الأبحاث العقائدية التابع للسيد السيستاني:

يبدو أن الاحتفال والتعبد في هذا اليوم كان معروفاً لدى الشيعة منذ القديم، فهذا صاحب (النقض) المؤلف بحدود 560 هـ يذكر مثل ذلك.

وفيه رواية طويلة ذكرها بعض العلماء المتأخرين في كتبهم نقلاً عن كتب المتقدمين ولم يصل الينا سندها الواحد متصلاً كاملاً ، والكتب المنقولة منها بالأصل مفقودة لا نستطيع النظر فيها حتى نعرف مستند الرواية، وعلى ذلك فالرواية غير معتبرة ولا نقدم بها حجة.

ولكن السيد ابن طاووس (ره) أشار الى هذه الرواية، ولكنه على الظاهر لم يقبل ما فيها من أن سبب التعبد في يوم التاسع من ربيع الأول، هو أن هذا اليوم هو مقتل عمر بن الخطاب، وذلك لاجماع المؤرخين من الشيعة والسنّة على خلاف ذلك وانه قتل في ذي الحجة، ومن هنا رده ابن إدريس أيضاً.

وفي المقابل كما ذكرنا أن التعبد في هذا اليوم كان معروفاً لدى الشيعة، كما أن هناك روايات بأن شهادة الإمام العسكري (عليه السلام) كان يوم الثامن من ربيع الأول، فاحتمل السيد ابن طاووس أن يكون سبب الفرحة والتعبد هو بمناسبة تولي الحجة صاحب الزمان (عج) لمنصب الإمامة والولاية، وأن اليوم التاسع من ربيع الأول هو أول يوم لتولي هذا المنصب، ومن هنا تفرح الشيعة به لما أختص به الإمام الحجة (عج) من مقام وانه صاحب الدولة الكريمة. وقال في مكان آخر ان التقيد فيه قد يكون لسر مكنون لا نعلمه.

وأما فقهاؤنا الأعلام فهم أخذاً منهم بقاعدة التسامح في أدلة السنن ورواية من بلغ أفتوا باستحباب الغسل في مثل هذا اليوم اعتماداً على هذه الرواية وإن لم تثبت من ناحية السند.

مع ملاحظة ورود فقرة في هذه الرواية تخالف الاصول المسلمة عندنا ولا يمكن قبولها، وهي الخاصة برفع القلم عن الشيعة لمدة يوم أو ثلاثة أيام, ومن هنا فقد أفتى علماؤنا الكرام بحرمة بعض الأعمال المنافية للشرع التي يمارسها العوام في مثل هذا اليوم.



التعليقات