الجمعة 9 رَجب 1446 هـ 10 يناير 2025
موقع كلمة الإخباري
النص الديني مابين التسليم والجحود!
أحمد صالح آل حيدر
2025 / 01 / 09
0

ينبغي أن يكون النص الديني  هو الموجه الرئيسي لفعل المؤمن ، فمنه نأخذ احكام الدين والإعتقادات والأخلاق وله خصوصية تحتم علينا التسليم له وعدم أهماله وجحوده أو محاكمته على عرف معين يخص زمان معين او على التعقل وعدمه فهو من يحدد الى أين يتجه الايمان وكيف نستخلص الأحكام ونعمل بها وهو من يضع الحدود والتوجيهات للسير الأخلاقي وفق تعاليم كتاب الله والعترة المطهرة (عليهم السلام)، لا أن نعرضه على سلوكيات معينه لنجعلها المدار في رفضه وقبوله.

وهذه الحقيقة يراد لها أن تُغيَب على حساب قضايا لاتمت الى الدين الحق بصلة بل في بعض شؤونها تغاير فهم الدين وتخالفه لان أغلب مرتكزاتها بشرية ولاعلاقة لها ولا أدنى صلة  بكتاب الله أو المعصوم (عليه السلام) ك تأويلات الحداثة ونمط تعاملها مع النص الديني الذي يصل إلى درجة تعطيله عن الحياة العملية وألغاء دوره في تشكيل الرؤية الصحيحة للمجتمع الأسلامي ، لإيجاد مايناسب ذلك الفهم الذي يتعكز على ثقافات مغايرة لديننا تحت ذريعة مجاراة العصر وضرورة تجديد الخطاب الديني! 

وهذا العنوان [تجديد الخطاب الديني] هو فخ كبير لازاحة أحكام الله تعالى وتعاليم النبوة وهدي الإمامة عن المشهد المتصدر في حياة المؤمن وهذا هو الهدف الحقيقي الذي تسعى له هذه التأويلات الباطلة ، لأن دعائم الأيمان وعماده هو التسليم بما جاء عن الله تعالى والنبي الأعظم وآله الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين) و الأعتقاد بأن تلك الأحكام والعقيدة وذلك السلوك الوارد عنهم هو باقي على نحو القضية الحقيقية بمعنى صالح لكل زمان ومكان !حتى للمقدر والمفترض 

فمن المهلكات الخطرة خلال مسيرة المؤمن في هذه النشأة أن يسلم لهذه الدعاوى فهي تُضيع عليه آخرته وتأخذه الى ضلال بعيد ! لان الإعراض عن النص المقدس هو ماحق للأيمان وحقيقته في قلب الانسان ، فقد جاءت النصوص لتُقوم سلوكه وتوجه افعاله نحو رؤية السماء، فتريد هذه المؤثرات حرفه عن الجادة لصالح الهوى والولوج بالآثام والمعاصي والغرق في بحر الملذات والنزوات وهذه الخسارة الكبرى التي لاينفعها ندم في الآخرة! 

يبقى شأن فهم النصوص من شؤون أهل الأختصاص وهم العلماء العدول ذوي البصائر الذين أفنوا سني عمرهم الشريف في خدمة معارف الدين وأستنباط أحكامه والوقوف على أدلته وبراهينه الساطعة، فلا نتسرع في رد نص ما او نأخذ فهمه من غير أهله والمختصين في أمره فهم الطرق الآمنة التي تنتهي الى إستيعاب مضامينه وتشخيص مواضيعه  وإيضاحه وفهم مراده! 

كما أن ديننا لاينسجم ولا يتلائم مع التفكير بالمزاجيه وتحكيم الهوى وما يطابق مصلحة ما!! لانه يسلك طريق الدليل والبرهان والحجج ومن هنا كان لزاما علينا بعد التصديق به التسليم له وبما جاء به ! 

وحتى لا نكون مصداقا لقوله تعالى [أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ  فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا  وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ  وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ  فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ 

وهذا ذم واضح لمن يتعامل مع النصوص الشريفة على هواه ومايناسب حاله فلم يستكمل الايمان ولم يلجأ إلى ركن وثيق مثله كمثل الذي لم يؤمن بشيء لانهما متساويان في النتائج فقد اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة وهذا هو الخسران المبين!



التعليقات