السبت 18 شوّال 1445هـ 27 أبريل 2024
موقع كلمة الإخباري
عن عالم الست وهيبة وقلم «صباح عطوان»!
صلاح الحلو
عن عالم الست وهيبة وقلم «صباح عطوان»!
2024 / 03 / 15
0

تنويه: الآراء الواردة في هذا المقال لا تمثل رأي «كلمة»

أتحدَّى الكويتب المتواضع صباح عطوان أن يكتب عملاً درامياً اسم المجرم فيه صدام،أو معاوية، وامهما في العمل اسمها عشتار أو دجلة، كما كتب "عالم الست وهيبة" والمجرم فيه مهدي أبو صالح، والأم زمزم، أعذب ماءٍ وأقدسه على وجه الأرض. هبك تطلب الإمام علياً - عليه السلام - ثأراً لأنه قتل أصحابك من الناكثين والمارقين والقاسطين، فهل تطلب زمزم ثأراً وكانت تسقي الحجيج في الجاهلية التي تحنُّ إليها وفي الإسلام؟

ولكنَّه لن يكتبَ ولن يجرؤَ على ذلك، يعلم أن القيامتين ستقومان عليه، قيامة الوطنيين: كيف تسيء لرمزٍ وطنيٍّ كجرذ العوجة، أو صنمٍ سومريٍّ كآلهة الحبِّ والجمال عشتار؟ 

ولقامت قيامة الطرف الآخر: كيف تسيء لرمزٍ دينيٍّ هو كاتب الوحي وخال المؤمنين؟ 

ولا عجب ممن جاور مقبرة الحسن البِصريِّ أن يرتضع من جواره خبث النَّفس، ورين القلب، وزيغ النظر، وأحاشي الأطايب منهم. 

وصباح عطوان – على حدِّ زعمهم – كتب ألف عملٍ دراميٍّ، ولكن الناجح منها قليلٌ جداً بالقياس إلى هذا الكمّ الهائل من الذي كتب، وهذا يدلُّك على أنَّه كاتبٌ فاشل، وليس أدلّ على هذا الفشل من انعدام المنافسة معه في العراق؛ فهو الكاتب الأول في بلدٍ ليس فيه إلَّا كاتبٌ واحد. 

والبرهان على ذلك أن وزارة الثقافة والإعلام العراقية في وقتها جاءت بالكاتب أسامة أنور عكاشة مؤلّف "ليالي الحلمية" ليكتب عملاً درامياً على غرار هذه الليالي يتحدَّث عن العراق من عهد فيصل الأول إلى عهد جرذ العوجة، ولو كان في صباٍ هذا من خير لما رماه الطير. 

واعتبرها صباح عطوان إهانةً له، ولكن لم ينبس ببنت شفة، وأكل تبن الصمت ممزوجاً بدموع الخنوع، ووعد أن يكتب "ليالي الشواكة" على غرار "ليالي الحلمية" ولكن شممنا رائحة الخمر النتنة ولم نرَ الإبريق النَّجس. 

ولو أن هناك إنصافاً في المعيار الفنّي لكان "أحمد قبَّاني" مؤلّف مسلسل الجرح أولى من هذا وأمثاله باعتلاء منصَّة كتابة العمل الدرامي، فهو أوسع افقاً وأرهف شعوراً بمعاناة أبطال مسلسله، وأكثر توفيقاً في رسم شخصياته ورصد تناقضاتها وانفعالاتها وحالاتها النَّفسية التي تبيّن مكامن الضعف والقوة في النَّفس البشرية. 

صباح عطوان كاتب السلطة، كما أن عبد الرزاق عبد الواحد ورعد بندر وغيرهما شعراؤها، كلاهما باع قلمه للطاغية، وقلم الكاتب شرفه، والكاتب الذي يبيع كلمته، والشاعر الذي يبيع قافيته كالجندي الذي يُسلّم سلاحه فلا يُدافع عن ثغر بلده، والديوث الذي يبيع عرضه فلا ينافح عن شرف زوجته. 

على وزارة الوقف الشيعي أن تقيم دعوى قضائيَّة على الكاتب والقناة المشؤومة التي عرضت هذا المسلسل. 

وعلى المواكب الحسينيَّة تنظيم وقفةٍ احتجاجيَّة بعد أخذ الموافقات الرسمية تنديداً بالتجاوز على مقدَّساتها الدينيَّة وناموس غيرتها. 

وعلى المؤمنين جميعاً مقاطعة هذا المسلسل والترقي بعمل تكتلاتٍ ومجاميع تبلّغ عن صفحة الكاتب والقناة وتهكيرهما من على وسائل التواصل الاجتماعيّ. 

لقد دفعت الغيرة والحماسة الجمهور الرياضي لإغلاق حساب الحكم الإيراني الذي تحيَّز ضد منتخب العراق في مباراته مع الأردن، فهل يكون المؤمنون أقلَّ غيرةً من هذا الجمهور فلا يغلق حساب المرتزقة القذرين؟ 

الجواب لهم.

التعليقات