كشفت دراسة طبية حديثة عن آلية جديدة تساعد خلايا الجسم على تسريع استهلاك الطاقة دون التسبب بآثار جانبية خطيرة، في تطور علمي قد يفتح آفاقاً علاجية واعدة.
وأفادت مجلة Chemical Science بأن الآلية المكتشفة تحمل اسم “فك اقتران الميتوكوندريا المعتدل”، حيث تبدأ الخلايا خلالها بحرق سعرات حرارية أكثر مع الحفاظ على قدرتها الطبيعية في إنتاج الطاقة الحيوية.
وأوضح الباحثون أن الميتوكوندريا، وهي وحدات إنتاج الطاقة داخل الخلايا، تقوم في الظروف الاعتيادية بتحويل العناصر الغذائية إلى مركب الأدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP) الذي يُعد الوقود الأساسي للجسم. أما في حالة فك الاقتران، فإن جزءاً من هذه الطاقة لا يُخزَّن على شكل ATP، بل يتحول إلى حرارة، ما يدفع الخلايا إلى استهلاك المزيد من الدهون ومصادر الطاقة الأخرى.
وأشار القائمون على الدراسة إلى أن المواد التي كانت تُستخدم سابقاً لإحداث هذا التأثير كانت شديدة السمية، إلا أن نتائج البحث الجديد أظهرت إمكانية تعديل تركيبتها الكيميائية بما يسمح بحدوث العملية بشكل تدريجي ومُتحكم فيه، دون إلحاق الضرر بالخلايا.
وتمكن الفريق البحثي من ابتكار مجموعة من الأحماض الدهنية المعدّلة، ليتبيّن أن بعض المركبات ذات ترتيب ذري محدد داخل الحلقة العطرية تُحفّز تنفس الخلايا وتُخفّض جزئياً شحنة الميتوكوندريا، من دون تعطيل إنتاج الـATP أو إحداث تلف خلوي.
وأكد العلماء أن هذه النتائج قد تشكّل أساساً علمياً لتطوير أدوية من جيل جديد، يُتوقع أن تكون فعالة في علاج السمنة واضطرابات التمثيل الغذائي والأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر، مع تقليل المخاطر التي رافقت الأساليب العلاجية السابقة.
المحرر: حسين هادي