رأى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن العدوان الإسرائيلي–الأميركي الذي استهدف إيران في شهر حزيران الماضي قوبل بصمود شعبي واسع، ما دفع الولايات المتحدة إلى إرسال رسائل تفاوض منذ الأيام الأولى للتصعيد.
وخلال كلمة ألقاها في مراسم أُقيمت بمدينة أصفهان، أشار عراقجي إلى أن ما وصفها بالحرب الإسرائيلية–الأميركية "غير المبررة وغير القانونية" واجهها الإيرانيون بالمقاومة، مؤكداً أن هذا الصمود أدى مبكراً إلى تلقي رسائل تدعو إلى التفاوض من أجل إنهاء الحرب.
وأوضح أن الأيام الأولى من حرب الأيام الاثني عشر شهدت محاولات تفاوض، قائلاً إن رسائل كانت تُرسل تدعو إلى التفاوض مقابل وقف العمليات، لافتاً إلى أن مسار المواجهة انعكس أيضاً على الخطاب الأميركي في وسائل التواصل الاجتماعي.
وبيّن أن لهجة الرئيس الأميركي تغيّرت خلال تلك الفترة، إذ تحولت الدعوات من المطالبة بالاستسلام غير المشروط إلى الحديث عن وقف إطلاق النار، مشدداً على أن إيران، وبتوجيه من قيادة البلاد، اختارت الاستمرار في نهج المقاومة.
وأضاف أن توجيهات علي خامنئي أسهمت في تثبيت هذا الخيار، مبيناً أن الأميركيين بعثوا في اليوم الثاني عشر رسالة تفيد بتوقف العمليات الإسرائيلية اعتباراً من الساعة الرابعة فجراً، مع طلب مماثل بوقف الرد الإيراني.
وفي السياق ذاته، وصف عراقجي المقاومة بأنها الركيزة الفكرية الأساسية للثورة الإسلامية في إيران، مؤكداً أنها نهج متجذر منذ عهد مؤسس الجمهورية الإسلامية واستمر تحت القيادة الحالية، معتبراً أن الصمود هو سرّ انتصارات الشعب الإيراني في مختلف المراحل.
وشدد وزير الخارجية الإيراني على أن خصوم بلاده لجأوا إلى الحرب الاقتصادية بعد إخفاقهم في تحقيق أهدافهم عسكرياً، موضحاً أن العقوبات والضغوط الاقتصادية جاءت بعد إدراكهم صلابة الموقف الشعبي.
وأكد أن استهداف معيشة المواطنين يشكل امتداداً لمحاولات الضغط، معتبراً أن ما فشل الخصوم في تحقيقه عبر الحرب العسكرية يسعون إليه اليوم من خلال العقوبات والحرب الاقتصادية.
المحرر: حسين هادي