كشف تقرير صحفي عن إعداد مبعوثين أمريكيين، هما جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، تصوراً ضخماً لإعادة تشكيل قطاع غزة، بكلفة تُقدَّر بنحو 112.1 مليار دولار، يهدف إلى تحويله إلى وجهة سياحية واستثمارية فاخرة على غرار “ريفييرا الشرق الأوسط”.
ويأتي المقترح في سياق تعهّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة إعمار غزة عقب وقف إطلاق النار الذي رعته واشنطن بعد الحرب التي اندلعت في أكتوبر. وبحسب المعلومات، عمل كوشنر وويتكوف خلال الأسابيع الستة الماضية على صياغة مشروع أولي أُطلق عليه اسم “شروق الشمس” (Project Sunrise)، يتضمن إعادة هيكلة شاملة للقطاع وتنفيذه على مراحل متتابعة.
ووفق ما نقلته وول ستريت جورنال، تشمل الخطة إنشاء فنادق فاخرة على الواجهة البحرية، ومدّ شبكة سكك حديدية عالية السرعة، وتحديث منظومات الكهرباء بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي. كما شارك في إعداد المقترح مساعد في البيت الأبيض، مع إجراء مشاورات مع مسؤولين إسرائيليين ومتعاقدين من القطاع الخاص.
وتُوزَّع الكلفة الإجمالية للمشروع على مدى عشر سنوات، على أن تموّل الولايات المتحدة قرابة نصفها عبر منح وضمانات ديون، بينما يُفترض سداد الجزء الآخر من خلال العوائد المتوقعة لعمليات التطوير.
وتشير تقديرات إلى إمكانية بدء التنفيذ خلال شهرين في حال إقرار الخطة، غير أن ذلك مرهون بتجاوز تحديات كبيرة، أبرزها إزالة آلاف الجثث من تحت عشرات ملايين الأطنان من الأنقاض، وتنظيف التربة من التلوث، والتعامل مع الذخائر غير المنفجرة.
ويقترح المشروع برنامجاً من أربع مراحل، يبدأ بتوفير مساكن مؤقتة ومستشفيات ميدانية وعيادات متنقلة، ثم إعادة بناء البنية التحتية الأساسية من طرق وشبكات كهرباء وزراعة الأراضي، وصولاً إلى مراحل أكثر تطوراً وحداثة.
وعرضت واشنطن الخطة على تركيا ومصر وعدد من دول الخليج، إلا أن المقترح لا يحدّد بوضوح مصادر تمويل النصف المتبقي من الكلفة، ولا مصير نحو مليوني فلسطيني سيتأثرون بأعمال البناء، مكتفياً بالإشارة إلى حلول سكنية مؤقتة.
المحرر: عمار الكاتب