أكد الحرس الثوري الإيراني، اليوم الأربعاء، أن جاهزية القوات المسلحة ارتفعت بنسبة 40% مقارنة بما كانت عليه خلال حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل، مشيراً إلى أن قدرات إيران في مجالات الصواريخ والسيبرانية والذكاء الاصطناعي شهدت تطوراً ملحوظاً بعد المواجهة الأخيرة.
وقال المتحدث باسم الحرس الثوري، العميد علي محمد نائيني، في كلمة ألقاها بمناسبة “أسبوع التعبئة”، إن الهجوم الإسرائيلي الذي وقع صباح الجمعة 13 يونيو أحدث في بدايته “صدمة واسعة”، إلا أن رسالة المرشد الأعلى بأن “الكيان الصهيوني أخطأ وسوف يندم” سرعان ما حولت هذه الصدمة إلى “ثقة وطنية”.
وأضاف نائيني أن العدو كان يعتقد أن استهداف الرادارات والقادة سيشل قدرة إيران على الرد، “لكن بنية القوات المسلحة ليست قائمة على أشخاص”، مؤكداً أن القادة الذين اغتيلوا كانوا قد وجهوا قواتهم مسبقاً بمواصلة العمل حتى في حال استشهادهم. وأشار إلى أن العمل توقف 12 ساعة فقط قبل أن تُستأنف عملية “الوعد الصادق 3” بقوة أكبر.
وأوضح أن الحرب الأخيرة عززت الهوية الوطنية والدينية داخل المجتمع الإيراني، خلافاً لتقديرات عام 2004 التي توقعت انقساماً شعبياً في حال وقوع هجوم عسكري. وقال إن حتى قادة إسرائيل اعترفوا بأن العملية عززت التلاحم الداخلي في إيران “بشكل غير مسبوق”.
وأضاف أن 80% من الإيرانيين يؤمنون اليوم بقدرة الردع الوطنية، وأن “مشاعر الانتصار” تسود المجتمع، ما يعني – وفق تعبيره – فشل العدو في حربه المعرفية.
وأشار المتحدث إلى أن أكثر من 120 دولة ومنظمة دولية، بينها منظمة شانغهاي والبريكس وجامعة الدول العربية، أدانت الهجوم على إيران، معتبراً ذلك “دليلاً واضحاً على أحقية الموقف الإيراني”.
وفي معرض حديثه عن القدرات الصاروخية، أكد نائيني أن الصواريخ الإيرانية اخترقت أجواء العراق وسوريا والأردن رغم وجود نحو 200 مقاتلة حديثة وأنظمة دفاع متقدمة في المنطقة، مشدداً على أن الضربات المتتالية والهجينة دمرت “أهدافاً حيوية” للجانب الإسرائيلي، من بينها مراكز معرفية واستخباراتية ومصفاة النفط الرئيسة التي توفر 70% من وقودهم.
وأضاف أن إيران تمكنت خلال الحرب من إحباط كل نشاط إرهابي داخلي عبر “تمرين المجتمع الاستخباري”، مؤكداً أنه لم تُسجَّل أي عملية إرهابية ناجحة خلال فترة الحرب.
وختم نائيني بأن مستوى الاستعدادات اليوم أعلى بـ40% مقارنة بمرحلة ما قبل حرب الـ12 يوماً وعمليات “الوعد الصادق”، عازياً ذلك إلى “النصر الإلهي، القيادة الحكيمة، حضور الشعب، متانة القوات المسلحة، وحماقة العدو”.
المحرر: حسين هادي