انخفضت أسعار الذهب، اليوم الثلاثاء، إلى أدنى مستوياتها في أكثر من أسبوع، بعدما تراجعت توقعات خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفدرالي الشهر المقبل، الأمر الذي حدّ من الإقبال على المعدن النفيس قبيل صدور البيانات الاقتصادية الأميركية المتأخرة هذا الأسبوع.
وتراجع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.16% إلى 4039.09 دولاراً للأوقية عند كتابة التقرير، بعد أن لامس في وقت سابق أدنى مستوى له منذ العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني، فيما هبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر/كانون الأول بنسبة 1.04% إلى 4032.2 دولاراً للأوقية.
ونقلت رويترز عن المحلل في بنك “يو بي إس” جيوفاني ستونوفو قوله إن المشاركين في السوق “استبعدوا خفض أسعار الفائدة الأميركية” عقب تصريحات متشددة من مسؤولي الاحتياطي الفدرالي، متوقعاً أن يقترب الذهب من قاع سعري خلال الفترة المقبلة، مع استمرار توقعات خفض الفائدة خلال الأرباع القادمة وتواصل توجه البنوك المركزية لزيادة احتياطاتها من الذهب.
وتُظهر أداة “فيد ووتش” التابعة لبورصة شيكاغو أن احتمالات خفض الفائدة الشهر المقبل تقلّصت إلى ما يزيد قليلاً على 46%، مقارنة بنحو 67% الأسبوع الماضي.
وجاء ذلك بعد انتهاء أطول إغلاق حكومي في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، والذي أدى إلى توقف نشر البيانات الاقتصادية الرسمية، ما وضع صانعي السياسات والمتعاملين أمام حالة من الضبابية قبل اجتماع الاحتياطي الفدرالي المرتقب.
وكان المتداولون يعولون على عودة البيانات لتعزيز احتمالات خفض الفائدة في ديسمبر/كانون الأول، إلا أن هذه التوقعات تراجعت مع دعوة المزيد من مسؤولي الفدرالي—ومنهم نائب الرئيس فيليب جيفرسون—إلى “التحرك ببطء” فيما يتعلق بتخفيضات الفائدة.
ويُعد الذهب، الذي لا يدرّ عائداً، من الأصول التي تستفيد عادةً من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة ومن فترات عدم اليقين الاقتصادي. وتنتظر الأسواق هذا الأسبوع محضر اجتماع الفدرالي يوم الأربعاء، وبيانات الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر/أيلول يوم الخميس.
تراجعت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، مع انحسار المخاوف المتعلقة بالإمدادات عقب استئناف عمليات تحميل الخام في أحد الموانئ الروسية، بعد توقف قصير سببه هجوم أوكراني بطائرة مسيرة وصاروخ، في وقت يواصل فيه المتداولون تقييم أثر العقوبات الغربية على تدفقات النفط الروسية.
وانخفض خام برنت بنسبة 0.25% إلى 64.04 دولاراً للبرميل، بينما تراجع الخام الأميركي بنسبة 0.18% إلى 59.80 دولاراً.
وكان ميناء نوفوروسيسك الروسي قد استأنف عمليات تحميل النفط يوم الأحد، بعد توقف استمر يومين نتيجة الهجوم الأوكراني، وفقاً لمصدرين في القطاع وبيانات من بورصة لندن. وذكر المحلل في “آي جي”، توني سيكامور، أن أسعار النفط تتداول على انخفاض طفيف، مشيراً إلى تقارير تؤكد عودة التحميل “أسرع من المتوقع”.
ويُعيد المتداولون تركيزهم على التأثير طويل الأمد للعقوبات الغربية المفروضة على روسيا، حيث أشارت وزارة الخزانة الأميركية إلى أن العقوبات التي طالت شركتي “روسنفت” و”لوك أويل” منذ أكتوبر/تشرين الأول بدأت تضغط على العائدات النفطية الروسية، ومن المتوقع أن تحدّ من حجم الصادرات مع مرور الوقت. كما ذكرت “إيه إن زد ريسيرش” أن الخام الروسي يُباع حالياً بخصم كبير مقارنة بالأسعار العالمية.
من جهته، قال فيفيك دار، الخبير الاستراتيجي في بنك الكومنولث الأسترالي، إن مخاوف السوق تتمثل في تراكم النفط على الناقلات بسبب تقييم المشترين لمخاطر انتهاك العقوبات، مضيفاً أن التجارب السابقة تظهر قدرة روسيا على التكيف مع القيود، متوقعاً أن يكون أي اضطراب ناجم عن العقوبات “مؤقتاً”.
وفي سياق متصل، أوضح مسؤول في البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستعد لتوقيع تشريع لفرض عقوبات جديدة على روسيا، شريطة احتفاظه بالسلطة النهائية على تنفيذها، فيما صرّح ترامب بأن الجمهوريين يعملون على إعداد مشروع قانون لمعاقبة الدول التي تتعامل تجارياً مع موسكو، مع احتمال شمول إيران.
وكان بنك “غولدمان ساكس” قد توقع أمس الاثنين أن تستمر أسعار النفط بالانخفاض حتى عام 2026، نتيجة وفرة المعروض، لكنه أشار إلى إمكانية ارتفاع خام برنت فوق 70 دولاراً في عامي 2026 و2027 في حال حدوث تراجع كبير في الإنتاج الروسي.
المحرر: حسين هادي