كشف تقرير إسرائيلي نشره موقع "كيبا" الإخباري أن تل أبيب تشعر بقلق بالغ إزاء تحول حركة حماس إلى استخدام الطائرات المسيرة القادمة من شبه جزيرة سيناء كأداة متطورة لتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، واصفاً ذلك بـ"التصعيد الخطير".
وأفاد التقرير بأن الجيش الإسرائيلي رصد مؤخراً عدة حالات لعبور هذه المسيرات من الأراضي المصرية مباشرةً إلى القطاع، مما يشير إلى تحول استراتيجي في طرق التموين اللوجستي لحماس، التي تستغل هذه الطائرات لتجاوز الحواجز الأمنية وإعادة بناء قدراتها العسكرية بعد الضربات السابقة.
وبحسب "كيبا"، فإن هذا التطور يحوّل التهديد الأمني من الاعتماد التقليدي على الأنفاق تحت محور فيلادلفيا إلى طائرات تحلق "فوق الحدود، من تحت أنف الجيش الإسرائيلي"، مما يعقّد مهام الرصد والاعتراض.
لمواجهة هذا التهديد، عقد وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس اجتماعاً طارئاً مع كبار المسؤولين الأمنيين، بمن فيهم نائب رئيس الأركان ورئيس الشاباك داود زيني.
وقد أسفر الاجتماع عن قرارات استثنائية، تشمل:
تحويل المنطقة المتاخمة للحدود المصرية إلى "منطقة عسكرية مغلقة".
تعديل قواعد الاشتباك للسماح بإطلاق النار على أي شخص غير مصرّح له يخترق المنطقة، سواء كان مهرّبًا أو مشغلاً للمسيرة.
منح جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) دوراً محورياً في متابعة ومواجهة هذا النوع من التهريب.
كما قررت الوزارة تفعيل مكتب الوزير لتسريع تطوير حلول تكنولوجية، بالتعاون مع سلاح الجو، لتحسين أنظمة الرصد، والاعتراض الإلكتروني، والتشويش على المسيرات.
في المقابل، سيتولى الشاباك مسؤولية فرض نظام ترخيص إلزامي لشراء واستخدام المسيرات داخل إسرائيل وإعداد تعديلات تشريعية لتنظيم صناعتها وصيانتها وتداولها.
ويظل إقليم سيناء يمثل "بؤرة قلق" أمني لإسرائيل، خاصة مع استمرار ورود تقارير عن تعاون محتمل بين جهات غير رسمية هناك والتنظيمات المسلحة في غزة، مما يدفع إسرائيل إلى تكثيف جهودها لسد هذه الثغرات خشية استخدام هذه المسيرات في "إعادة تسلح خفي" يهدد أي اتفاق مستقبلي لوقف إطلاق النار.
المحرر: عمار الكاتب