أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الخميس، أن بلاده لم تحقق حتى الآن أي نتائج إيجابية ملموسة من جولات التفاوض السابقة مع الولايات المتحدة، مشدداً في الوقت ذاته على أن طهران لن تتردد في إجراء محادثات مع الغرب متى كان ذلك يصب في مصلحة الشعب الإيراني.
وقال عراقجي، خلال جلسة في جامعة "بوعلي سينا" في همدان، إن "المفاوضات مع أميركا جُرّبت في مواقع مختلفة، لكن حتى الآن لم نحصل على أي نتيجة إيجابية من ذلك". وأشار إلى أن إيران تفاوضت بحسن نية حول الاتفاق النووي لعام 2015، وتمت المصادقة عليه محلياً، لكن واشنطن انسحبت منه لاحقاً في عهد الرئيس دونالد ترامب.
وبالرغم من هذا التاريخ، أكد عراقجي أن المفاوضات التي جرت لإحياء الاتفاق النووي في عهد حكومتي الرئيسين السابق حسن روحاني والراحل إبراهيم رئيسي كانت كلها بهدف تحقيق مصالح الشعب، مجدداً التأكيد: "إذا كان يمكن تأمين مصالح البلاد عبر التفاوض حتى مع الغربيين، فلن نتوانى عن ذلك".
وشدد على أن بلاده ستواصل سعيها لرفع العقوبات بطريقة "كريمة ومشرّفة"، معتمدة على الشعب الإيراني فقط دون الاتكال على الشرق أو الغرب.
وكان عراقجي قد وجه الأسبوع الماضي رسالة مبطنة لإدارة ترامب مفادها أن الوقت لم يفت بعد للعودة إلى المسار الدبلوماسي.
وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع موقف المرشد الإيراني، علي خامنئي، الذي أعلن الإثنين الماضي، أن الولايات المتحدة لا تسعى إلا لاستسلام إيران، مشيراً إلى أن ترامب أعلن هذا الهدف صراحة على عكس أسلافه.
وتؤكد الحكومة ووزارة الخارجية الإيرانية أنهما تلقتا رسائل عبر وسطاء للعودة إلى التفاوض مع الجانب الأميركي حول الملف النووي، بالرغم من اعتبار طهران أن الجانب الأميركي قدم مطالب "غير معقولة" في المفاوضات الأخيرة التي جرت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.
يذكر أن خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة كانت قد عقدت بين إيران وإدارة ترامب، قبل أن تتوقف عقب هجوم جوي في يونيو الماضي.
المحرر: عمار الكاتب