انطلقت قافلة جديدة من محافظة حلب شمال سوريا متجهة إلى محافظة الحسكة لإجلاء 15 عائلة سورية من مخيم الهول، في استكمال للجهود المبذولة لإعادة المواطنين السوريين إلى مناطقهم الأصلية وتفكيك واحدة من أكثر الملفات الإنسانية والأمنية تعقيداً.
وتحمل العملية اسم "قافلة الأمل 3" وتضم 55 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال المصابين بأمراض مزمنة، حيث ستنقلهم من مخيم الهول إلى مناطقهم الأصلية في محافظات دمشق وحلب وإدلب، في بيان تابعه كلمة الإخباري.
وبثت وسائل الإعلام السورية الرسمية صوراً للحافلات أثناء انطلاقها من حلب باتجاه الحسكة برفقة فرق طبية وسيارات إسعاف تابعة لوزارة الصحة السورية، فيما أعلن "المركز السوريّ للدراسات والحوار" أن الرحلة ستنطلق من مخيم الهول صباح الأحد "ضمن خطة منسَّقة تهدف إلى تعزيزِ الاستقرارِ المجتمعيّ في البلاد".
وتتم عملية الإجلاء بالتنسيق بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، وبإشراف "وحدة دعم الاستقرار" ومنظمات أخرى، في إطار اتفاق موقع بين الطرفين في مايو الماضي لإجلاء المواطنين السوريين من المخيم الذي يضم أكثر من 37 ألف شخص.
وتعد هذه الدفعة الثالثة من عمليات الإجلاء، حيث تم إخراج الدفعة الأولى في يونيو الماضي تحت اسم "قافلة الأمل 1" وضمت 42 عائلة بتعداد 160 شخصاً، تلتها "قافلة الأمل 2" في يوليو التي أجلت 36 عائلة بتعداد 127 شخصاً من حمص وحلب والرقة.
ويشار إلى أن هذه العمليات تأتي تنفيذاً لـ"اتفاق 10 مارس" الموقع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي، والذي تضمن بنداً يتعلق بضمان عودة المهجرين إلى بلداتهم وقراهم وتأمين حمايتهم من قبل الدولة السورية.
ويعد مخيم الهول أحد الملفات الأمنية والسياسية المعقدة، كونه يضم عائلات مقاتلين من تنظيم "داعش" ينتمون إلى نحو 42 دولة معظمها ترفض عودتهم إليها. ويقع المخيم في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية بشمال شرقي سوريا قرب الحدود العراقية، ويمتد على مساحة تتجاوز ثلاثة كيلومترات مربعة محاطة بسياج أمني.
وكان مؤتمر دولي عقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك خلال سبتمبر الماضي قد بحث إعادة رعايا الدول من المخيمات في سوريا، ودعا إلى تسريع وتيرة إعادة المحتجزين بشكل آمن، في خطوة وصفها قائد القيادة المركزية الأمريكية، الأدميرال براد كوبر، بأنها "حاسمة في التصدي لتنظيم داعش ومنعه من إعادة بناء نفوذه".
المحرر: Kalima.iq