ذكرت صحيفة واشنطن بوست في تقرير حصري أن وزير الدفاع، بيت هيغسيث، أمر مئات من كبار الجنرالات والأميرالات بالسفر من جميع أنحاء العالم لحضور خطاب قصير يلقيه يوم الثلاثاء في جامعة مشاة البحرية في كوانتيكو بولاية فيرجينيا، يتناول المعايير العسكرية وروح المحارب.
ويأتي هذا الاستدعاء المفاجئ وسط ترقب وقلق واسع النطراح بين كبار القادة العسكريين من احتمال إعلان الوزير عن عمليات فصل أو تخفيض رتب، خاصة بعد إقالته الأخيرة لعدد من الضباط البارزين دون مبرر واضح، مما خلق "مناخاً من الخوف" في البنتاغون.
الوزير هيغسيث طلب من كل من يشغل منصب قيادة برتبة لواء أو أميرال خلفي وما فوق، بالإضافة إلى كبار القادة من ضباط الصف، الحضور في ما وصفه أحد المطلعين بأنه محاولة لـ"المحادثة وجهاً لوجه".
وعلى الرغم من رفض البنتاغون توضيح الهدف أو الأجندة، أكد المتحدث باسمه، شون بارنيل، أن هيغسيث "سيلقي كلمة أمام كبار القادة العسكريين في وقت مبكر من الأسبوع المقبل".
وقد أثار هذا القرار استياء واسعاً، حيث شكك مسؤولون في جدوى حشد حوالي 800 قائد عسكري لسماع خطاب قد لا يتجاوز الدقائق، واعتبروه تبذيراً، حيث قدرت تكلفة السفر وحدها بـملايين الدولارات. وقال مسؤول تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته إن "إنفاق ملايين الدولارات لاستدعاء القيادة العسكرية بأكملها من أجل خطاب قصير يبدو تبذيراً إلا إذا كان هناك طارئ".
وتأتي المخاوف من أن هيغسيث قد يستغل الاجتماع للإعلان عن قرارات مفاجئة، خاصة أنه سبق وقدم خططاً لدمج القيادات القتالية وتقليص عدد الجنرالات والأميرالات بنسبة 20%.
وفي سياق القلق المتزايد، لفتت الصحيفة إلى تفاعل هيغسيث الساخر مع تغريدة للجنرال المتقاعد بن هودجز، الذي شبه استدعاء الجنرالات المفاجئ بما حدث مع الجنرالات الألمان عام 1935 عندما "أجبروا على أداء قسم الولاء الشخصي للفوهرر".
وعلى صعيد الكونغرس، تسعى السيناتورة تامي داكوورث إلى إرسال رسالة إلى هيغسيث، تعرب فيها عن قلقها بشأن التكاليف والمخاطر على الأمن القومي نتيجة استدعاء هذا العدد الكبير من القادة فجأة، وطالبت بإحاطة من البنتاغون قبل يوم الثلاثاء. في المقابل، تجنب الجمهوريون في الكونغرس التعليق علنًا على الاجتماع.
ومن المتوقع أن يكون خطاب الثلاثاء هو الأول ضمن ثلاث محاضرات قصيرة خطط لها هيغسيث، حيث سيليها خطاب عن "القاعدة الصناعية الدفاعية" وآخر عن "الردع" في ديسمبر.
المحرر: عمار الكاتب