شهدت بلدة عيتا الشعب الحدودية في جنوب لبنان تصعيداً إسرائيلياً جديداً فجر أمس الأحد، حيث استهدفت طائرة حربية منزلاً في حي الخرز، في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار.
ويأتي هذا القصف وسط تكثيف إسرائيلي للطلعات الاستطلاعية فوق الأراضي اللبنانية، حيث رُصد تحليق طائرة مسيرة من نوع “MK” فوق مناطق حاصبيا والعرقوب ومزارع شبعا وصولاً إلى تلة الرادار الإسرائيلية المطلة على شبعا ومرتفعات جبل الشيخ، وهي منطقة استراتيجية تشرف على سهل البقاع والأراضي السورية المقابلة.
وتزامن هذا النشاط مع تحليق مماثل فوق مرتفعات الجولان السوري، خصوصاً فوق المواقع التي تتمركز فيها القوات الإسرائيلية، في ما يبدو أنه تعزيز للمنظومة العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود مع لبنان وسوريا.
ويرى مراقبون أن إسرائيل تهدف من خلال عمليات القصف والاستطلاع المتواصلة إلى إبقاء المناطق الحدودية اللبنانية خالية من السكان ومنع عمليات إعادة الإعمار، حيث تستهدف قوات الاحتلال بشكل متكرر الآليات العاملة في رفع الأنقاض وإعادة البناء.
على الصعيد السياسي، جدد حزب الله موقفه الرافض لتسليم سلاحه في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، حيث أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين جشي أن “المقاومة لن تسلّم سلاحها إلا للدولة القوية والقادرة على حماية البلد”.
وقال جشي إن واشنطن “أرسلت الموفدين ليطلبوا من الدولة اللبنانية سحب سلاح المقاومة، وتحديداً السلاح الذي يهدد أمن الكيان الإسرائيلي”، معتبراً أن “ذلك يعني أنهم يريدون أن يجعلوا لبنان مكشوفاً أمنياً ولقمة سائغة أمام المشروع الأميركي والإسرائيلي”.
من جهته، شدد العلامة علي فضل الله على أن مقولة “قوة لبنان في ضعفه لن تحمي الوطن من الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة”، داعياً الدول العربية والإسلامية إلى “تشكيل جبهة لمواجهة كل من يسعى لضرب أمنها واستقرارها والسيطرة على مقدراتها وثرواتها”.
وأشار فضل الله إلى أن هذه الدول “تملك الإمكانات التي تسمح لها بمواجهة أي عدو والانتصار عليه”، مشدداً على ضرورة “عدم استضعاف أنفسنا” لأن لبنان “يمتلك الكثير من عناصر القوة إذا أحسن الحفاظ عليها”.
المحرر: حسين صباح