أجلت السلطات التركية، الأحد، 251 شخصاً من خمس قرى في شبه جزيرة غليبولي غربي البلاد، مع استمرار حرائق الغابات التي اندلعت في المنطقة وعدم القدرة على السيطرة عليها رغم الجهود المكثفة.
وقال محافظ تشاناكالي، عمر ترامان، عبر منصة “إكس” إن عملية الإجلاء تمت “كإجراء احترازي”، مشيراً إلى نقل السكان إلى مناطق آمنة بعد انتشار النيران التي بدأت أمس السبت في محافظة تشاناكالي شمال غربي البلاد، وامتدت سريعاً إلى التلال المتاخمة لغليبولي بفعل الرياح القوية.
وأوضح ترامان أن المنطقة عانت من “جفاف شديد” طوال العام الماضي، مما زاد من خطورة الوضع، فيما تقول السلطات إن مخاطر اندلاع الحرائق ستبقى مرتفعة حتى تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
وتشارك في جهود مكافحة الحرائق 12 طائرة و18 مروحية إلى جانب نحو 900 عنصر من فرق الإطفاء، وفق ما أعلنته السلطات التركية.
وأعلنت الهيئة المسؤولة عن النصب التذكارية للحرب إغلاق المواقع التاريخية في غليبولي “بسبب حرائق الغابات المستمرة”، علماً أن المنطقة تضم رفات آلاف الجنود الذين قضوا في معارك غليبولي خلال الحرب العالمية الأولى، وتعد مضيق الدردنيل الذي يربط بين بحري إيجه ومرمرة مقصداً سياحياً معروفاً يضم آثار مدينة طروادة.
وكان حريق مماثل قد اندلع الأسبوع الماضي على الجانب الآخر من مضيق الدردنيل، مما أجبر نحو ألفي شخص على الفرار، فيما تلقى 80 منهم العلاج بعد تنشق الدخان.
ويأتي ذلك بعد شهر من مقتل عشرة من حراس الغابات وأفراد طواقم الإغاثة في حريق قرب مدينة إسكي شهر في غرب تركيا خلال يوليو/تموز الماضي.
وتشير بيانات النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات إلى أن تركيا شهدت 192 حريقاً في غاباتها هذا العام، طالت أكثر من 110 آلاف هكتار، فيما يؤكد علماء أن التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري يزيد من احتمالات اندلاع الحرائق وشدتها، داعين تركيا إلى اتخاذ تدابير إضافية لمواجهة هذه المشكلة المتفاقمة.
المحرر: حسين صباح