البحث

كشف تحقيق نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن قيام وفد من الخبراء النوويين الإيرانيين بزيارة سرية إلى روسيا، حيث زاروا معاهد عسكرية تُنتج تقنيات ذات استخدام مزدوج يمكن استغلالها في تطوير أسلحة نووية.

ويستند التحقيق، الذي نُشر يوم الأربعاء، إلى رسائل ووثائق سفر وسجلات شركات إيرانية وروسية، بالإضافة إلى مقابلات مع مسؤولين غربيين وخبراء في مجال حظر الانتشار النووي.

وأفادت الصحيفة أن هذه الزيارة تأتي في وقت لاحظت فيه الحكومات الغربية “نمطاً من الأنشطة المشبوهة” التي يقوم بها علماء إيرانيون، بما في ذلك محاولات الحصول على تكنولوجيا ذات صلة بالمجال النووي من الخارج.

وتعتقد وكالات الاستخبارات الغربية أن إيران كانت تمتلك برنامجاً سرياً للأسلحة النووية، منفصلاً عن جهودها لإنتاج الوقود النووي، وقد أوقفه المرشد الأعلى علي خامنئي عام 2003.

وذكرت الصحيفة أنه قبل الضربات العسكرية التي شنتها إسرائيل والولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية في يونيو/حزيران الماضي، “اعتقدت واشنطن أن إيران لم تُجدد ترخيص برنامج الأسلحة هذا. لكن الولايات المتحدة حذّرت من أن إيران اتخذت خطواتٍ من شأنها أن تُسهّل صنع قنبلة نووية، إذا ما اختارت ذلك”.

وفي مايو/أيار الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية الإيرانية، محذرة من أنها تعمل على “أنشطة بحث وتطوير ذات استخدام مزدوج تُطبّق على الأسلحة النووية وأنظمة إيصالها”.

ونقلت الصحيفة عن خبراء تابعوا الأنشطة النووية الإيرانية قولهم إن “استراتيجيتها لطالما اتسمت بالغموض المُدروس”، حيث “يتجنب هذا النهج الانتهاكات الصريحة لمعايير منع الانتشار، بينما يستخدم البحث العلمي لتعزيز معرفة قد تكون مفيدة في حال قررت طهران يوماً ما السعي إلى امتلاك قنبلة نووية”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في 20 يونيو/حزيران الماضي، “بعد سبعة أيام من بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب مقر المشروع النووي لمنظمة الابتكار والبحوث الدفاعية الإيرانية، للمرة الثانية خلال الصراع”.

وذكر التقرير أن أحد عشر عالماً نووياً إيرانياً قتلوا في الغارات الإسرائيلية، من بينهم العالم البارز عباسي دواني الذي كانت إسرائيل تحاول اغتياله منذ ما يقرب من عقدين، وفقاً للصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن دواني قوله قبل شهر من وفاته: “قوتنا تكمن في علمائنا”، في ما اعتبرته الصحيفة “تحذيراً من رجلٍ يأمل أن يكون قد سلّم زمام المبادرة بالفعل”.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه “من المقلق أن يتمكن هؤلاء الأشخاص من عقد هذا النوع من الاجتماعات في روسيا، في ظل الوضع الراهن الذي تعيشه كل من روسيا وإيران”.

المحرر: حسين الخشيمي​​​​​​​​​​​​​​​​