ضرب تسونامي عنيف سواحل المحيط الهادئ، أمس الأربعاء، إثر زلزال يعد من الأقوى عالمياً بقوة 8.8 درجة ضرب قبالة أرخبيل كامتشاتكا الروسي، وفقاً للمعهد الأمريكي للجيوفيزياء.
وتسببت موجات المد الزلزالي في إغراق الشوارع في سيفيرو-كوريلسك شمال أرخبيل الكوريل الروسي، ووصل ارتفاع الموجات إلى 3-4 أمتار في إليزوفسكي بمنطقة كامتشاتكا.
وامتد تأثير التسونامي إلى اليابان، حيث سجلت موجات بارتفاع 3 أمتار في منطقة أيواتي الشمالية، وتوقعت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية موجات مماثلة على طول الساحل الياباني المطل على المحيط الهادئ.
وينشأ التسونامي بشكل أساسي من الزلازل البحرية العنيفة. على الرغم من أن الموجات تكون صغيرة ومتباعدة جداً عند نقطة الانطلاق في أعماق المحيط، فإنها تكتسب قوة هائلة مع اقترابها من السواحل. وتنتقل هذه الموجات بسرعة تصل إلى 800 كيلومتر في الساعة، وعندما يرتفع قاع المحيط بالقرب من الساحل، تتباطأ الموجات وتتقارب، مما يؤدي إلى زيادة ارتفاعها بشكل كبير، لتصل أحياناً إلى أكثر من 20 متراً.
على عكس الموجات العادية، تحتفظ موجات التسونامي بمعظم طاقتها، مما يمكنها من قطع مسافات هائلة لتضرب سواحل تبعد آلاف الكيلومترات، من الأمثلة البارزة على ذلك تسونامي عام 1960 الذي تسبب فيه زلزال بقوة 9.5 درجة في تشيلي ووصلت موجاته المدمرة إلى سواحل اليابان. ولتقليل المخاطر، تنسق الدول المطلة على المحيط الهادئ عمليات الرصد والإنذار المبكر.
وعلى الرغم من أن الزلازل هي السبب الرئيسي لمعظم موجات التسونامي، إلا أن هناك عوامل أخرى يمكن أن تؤدي إلى تشكلها، مثل الانهيارات الأرضية البحرية التي تحدث أحياناً بسبب الزلازل، حدث ذلك في بابوا غينيا الجديدة عام 1998، مما أسفر عن مقتل أكثر من 2000 شخص.
كما يمكن أن تسبب الانفجارات البركانية تسونامي مدمراً، مثل ثوران بركان كراكاتوا عام 1883، الذي أودى بحياة 36,400 شخص.
يمكن لبعض الظواهر الجوية، مثل التغيرات الحرارية الكبيرة التي تؤدي إلى منخفضات جوية مصحوبة برياح عاتية، أن تولد موجات مد صغيرة.
المحرر: عمار الكاتب