كشف محلل سياسي بارز أن توقيت إعلان إيران عن محاولة اغتيال استهدفت شخصية كبيرة تدعم المفاوضات مع الولايات المتحدة يحمل أبعاداً استراتيجية متعددة، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وترقب انطلاق جولة محتملة من المفاوضات مع واشنطن.
وقال عبد القادر فايز، مدير مكتب قناة الجزيرة في طهران، في مقابلة تابعها كلمة الإخباري إن “إيران اختارت هذا التوقيت للكشف عن محاولة الاغتيال لأكثر من سبب، أهمها الاستعداد لمفاوضات قادمة مع الولايات المتحدة الأمريكية ستكون مختلفة عما سبقها في شكلها ومضمونها وآليات تنفيذها.”
وأضاف فايز: “من يدفع باتجاه المفاوضات مع أمريكا تم استهدافه إسرائيلياً بمحاولة الاغتيال هذه”، مشيراً إلى أن الكشف عن العملية يأتي قبل يوم واحد من ذكرى مرور عشر سنوات على توقيع الاتفاق النووي الذي “لم يطبقه أحد”، ومن المتوقع سقوطه كلياً خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وأوضح المحلل أن طهران تسعى من خلال هذا الإعلان إلى إضافة “نقطة جديدة في كشف الحساب مع إسرائيل”، لافتاً إلى أن “إسرائيل لم تتبنَ هذه العملية ولم تعلن عنها، بينما إيران تعلنها وكأنها تريد أن تقول إن هناك حساباً مع إسرائيل لم يسدد بعد”.
وفي تحليله للموقف الإقليمي الراهن، أكد فايز أن “حرب الظل بين إيران وإسرائيل استمرت قبل الحرب وخلالها وبعدها”، مضيفاً أن “هذا الخبر الوازن يشير إلى أن حرب الظل لا تزال مستمرة، وأن إيران تمهد ربما للقيام بشيء ما، لكن دون الخروج من معركة الظل ومعركة المناطق الرمادية”.
وحول إمكانية اندلاع جولة ثانية من المواجهة العسكرية، قال فايز إن “إيران لم تقرأ وقف إطلاق النار إلا على أنه هدنة، وهي تقول منذ اليوم الأول على الصعيد الرسمي إنها مستعدة لسقوط هذه الهدنة والذهاب لجولة ثانية”.
وأشار إلى وجود تحليلات استراتيجية داخل إيران ترى أن “إسرائيل في الحرب الأخيرة لم تحقق أهدافها كاملة، وبقيت الحرب بالنسبة لإسرائيل بالمعنى الاستراتيجي خطوة ناقصة يجب أن تكتمل”.
وختم فايز بالقول إن الكشف عن محاولة الاغتيال “قد يكون أهم ما جرى في الحرب، لأنه لو نجح لكنا أمام إيران أخرى”، في إشارة إلى التداعيات الاستراتيجية المحتملة لمثل هذا الحدث على المشهد الإقليمي.
المحرر: حسين صباح