في خطوة علمية واعدة، طوّر فريق من الباحثين روبوتات متناهية الصغر لا يتجاوز حجمها حجم ذرة غبار، قادرة على علاج التهابات الجيوب الأنفية المزمنة، عبر إطلاق أسراب منها داخل الأنف، وفق ما أوردته صحيفة الغارديان البريطانية.
وتتكون هذه الروبوتات الدقيقة من ذرات النحاس، وتُحقن مباشرة في تجاويف الجيوب الأنفية، حيث يتم توجيهها إلى مواقع الالتهاب باستخدام موجات كهرومغناطيسية. وبمجرد وصولها، تقوم بتحفيز تفاعلات كيميائية تستهدف القضاء على البكتيريا المسببة للالتهاب دون التسبب في أي ضرر للأنسجة المحيطة.
وقد أثبتت التجارب التي أُجريت على خنازير وأرانب فاعلية هذه التقنية الجديدة، مما يعزز الآمال بإمكانية استخدامها مستقبلاً في العلاج البشري.
ويُعد هذا الابتكار جزءًا من مجال الروبوتات الدقيقة والنانوية، الذي يشهد تطوراً سريعاً في التطبيقات الطبية. إذ تم بالفعل استخدام روبوتات نانوية في مهام مثل توصيل الأدوية إلى المواقع المستهدفة داخل الجسم، وتنظيف الغرسات الطبية مثل الدعامات من التلوث البكتيري.
ويرى الخبراء أن هذه الروبوتات قد تُستخدم خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة لعلاج التهابات مزمنة أخرى، مثل التهابات المثانة والأمعاء، فضلًا عن الجيوب الأنفية، ما يجعلها ثورة في الطب الموجه والحدّ الأدنى من التدخل الجراحي.
ويعمل باحثون في الصين وسويسرا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة على تطوير نماذج أكثر تقدمًا من هذه الروبوتات، بحيث يمكنها التنقل عبر مجرى الدم للوصول إلى أماكن أعمق وأكثر تعقيدًا داخل الجسم.
لكن رغم الآمال الكبيرة، يُقرّ العلماء بوجود تحديات تتعلق بسلامة الاستخدام، مثل بقاء بعض هذه الروبوتات داخل الجسم بعد انتهاء مهامها، مما قد يؤدي إلى آثار جانبية غير متوقعة على المدى الطويل.
كما يواجه هذا المجال الناشئ تحديات اجتماعية وثقافية، من بينها الشكوك العامة حول فكرة إدخال روبوتات إلى الجسم، وانتشار نظريات مؤامرة تتعلق باستخدام هذه التكنولوجيا في أغراض غير طبية.
المحرر: حسين هادي