يعد مرض السكري من الأمراض المزمنة الأكثر انتشارًا في العالم. ويعد أحد الموضوعات الأكثر إثارة للجدل الآن هو ما إذا كان السرطان يمكن أن يسبب مرض السكري أم لا. حيث أوضحت بعض الدراسات أن مرضى السكري أكثر عرضة لبعض أنواع الأورام. ولا زالت علاقة مرض السكري بمرض السرطان موضوع الدراسة لكثير من الأبحاث. العلاقة بينهما ليست في اتجاه واحد، فهناك عدة أوجه لهذه العلاقة وهذا ما سنوضحه في هذا المقال.
***
لماذا تقول بعض الدراسات إن مرض السكري يؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان؟
يعتبر السكري من الأمراض المزمنة التي تؤدي إلى اختلالات في الجسم. ورُغم عدم وجود علاقة مباشرة بين السكر والأورام، فإنه يعتبر من العوامل التي يمكن أن تعزز احتمالات الإصابة بالأورام.
لقد افترضت العديد من الدراسات وجود علاقة بين مرض السكري والسرطان، وذلك في الغالب نتيجة لعوامل عديدة، مثل: زيادة الأنسولين، وزيادة نسبة السكر في الدم، والإجهاد التأكسدي، وزيادة عامل النمو الشبيه بالأنسولين 1 (IGF1)، والالتهاب، الذي قد يسبب تلف الحمض النووي؛ ومن المفترض أن هذه العوامل تساهم في بدء الإصابة بالسرطان.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن مرضى السكري قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان القولون والمستقيم والبنكرياس والثدي. ومع ذلك، فإن الصلة الدقيقة بين مرض السكري والسرطان لا تزال غير واضحة. ولازال البحث مستمرًا لفهم المخاطر المحتملة بشكل أفضل وأفضل السبل للحد منها.
هل حقًا السرطان يسبب مرض السكري؟
الإجابة هنا، أنه قد يكون مرض السكري عَرَضًا وليس سببًا لحدوث السرطان. أولاً، عليك أن تعرف أن هناك ثلاثة أنواع لمرض السكري وهم: مرض السكري النوع الأول، ومرض السكري النوع الثاني، ومرض السكري الثانوي (بالإنجليزية: Secondary diabetes) وهو النوع الذي ينشأ نتيجة لسبب آخر غير مرتبط بمرض السكر. وهذا النوع قد يكون أحيانًا أحد أعراض السرطان الأساسي أو حتى رد فعل سلبي للعلاج، ويتميز هذا النوع أنه يُعالج بمعالجة مسببه.
أحد أسباب مرض السكري الثانوي، هو سرطان الصفاق وبعض أنواع سرطان البنكرياس (بالإنجليزية: Type 3C diabetes or pancreatogenic cancer). وتوجد أنواع سرطانات بنكرياس أخرى تسبب انخفاض الجلوكوز في الدم، مثل الأورام الأنسولينية.
هل يوجد خطورة من وجود السرطان مع مرض السكري؟
بعيدًا عن أسباب كل منهما، في حالة إصابة مريض السكري بالسرطان صدفة، هل يمثل ذلك خطورة على المريض؟ الإجابة هي نعم، لأن علاج بعض أنواع الأورام مثل الكيماوي يصاحبه ارتفاع مستوى الجلوكوز بالدم في 10-30 % من المرضى.
وأيضا وجود بما يعرف بمتلازمة الأباعد الورمية والتي يفرز الورم هرمونات تؤثر بالجسم مثل إفراز الهرمونات المحفزة لإنتاج هرمون التوتر والذي يسبب ارتفاع مستوى الجلوكوز بالدم.
كيفية علاجه مع وجود السرطان؟
من المهم لمرضى السكري المصابين بالسرطان أن يفهموا المخاطر المحتملة المرتبطة بحالتهم وكيف يمكنهم إدارتها على أفضل وجه. هناك احتياطات يجب اتخاذها عند علاج مرض السكري في وجود السرطان. يجب متابعة مستوى الجلوكوز بالدم ومتابعة العلاج مع الطبيب المختص حيث يمكن أن يؤثر السكر المرتفع على استجابة الجسم للعلاجات ويمكن أن يؤدي ارتفاع السكر بشكل مستمر خلال العلاج إلى فشل العلاج أو عدم استجابة الجسم، وبناءً على ذلك يجب ضبط مستوى السكر بالقدر الممكن. ويُنصح إلى جانب العلاج الدوائي لارتفاع السكر، باتباع نظام صحي من خلال ضبط العادات الغذائية لما له من أثر في ضبط مستوى السكر في الدم.
مرض السكري هو حالة مزمنة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، لذا من المهم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان. وهذا يشمل الحفاظ على نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، وإجراء فحوصات منتظمة. من المهم أيضًا لمرضى السكري أن يكونوا على دراية بأي تغيرات في مستويات السكر في الدم أو أعراض أخرى قد تشير إلى مشكلة صحية أساسية مثل وجود سرطان.
المصادر:Science direct.American diabetes association.NCBI.Diabetes UK.Journal of Research in Medical science.MD Anderson cancer center.