دعا رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية السيد عمار الحكيم، إلى إقامة شراكات استراتيجية بين دول المنطقة لضمان إدامة الاستقرار الإقليمي، مشدداً على ضرورة عقد “ميثاق شرف” لمنع استخدام المال السياسي في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وقال السيد الحكيم في خطبة عيد الأضحى، أن “هذا الدور يساهم في ازدهار واستقرار المنطقة، مشيراً إلى أن التعاون والسلام يمثلان أصلاً ثابتاً في القيم العربية والإسلامية”، محذراً من “إعطاء فرص لتجار الحرب وصناع الأزمات لتعكير صفو الأخوة ووحدة الصف”.
ودعا السيد الحكيم إلى تجنيب المنطقة أي تداعيات سلبية، مؤكداً على أهمية الحوار البناء بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية، مطالباً بوقف السياسات التعسفية التي يتبعها الكيان الإسرائيلي في المنطقة، خاصة ضد أهالي غزة ولبنان.
وأدان السيد الحكيم “الجرائم الوحشية للكيان الإسرائيلي بحق أهلنا في غزة ولبنان”، مجدداً دعوته لوحدة الموقف العربي والإسلامي في وجه هذا الاحتلال، داعياً إلى “إقامة شراكات استراتيجية بعيدة المدى بين الدول والشعوب لترسيخ السلام وكبح محاولات شق الصفوف”.
وعلى الصعيد المحلي، أشار السيد الحكيم إلى قرب انتهاء الدورة البرلمانية الحالية وبدء الاستعدادات لخوض الانتخابات البرلمانية في دورتها السادسة، معتبراً ذلك “دلالة أخرى على تعافي النظام السياسي واستقراره في التجربة الديمقراطية العراقية”.
وشدد على أن تشكيل الحكومات في العراق يتم الآن عبر صناديق الاقتراع ومشاركة واسعة من الأحزاب والكيانات السياسية، لكنه أكد على ضرورة “توطين الاستقرار واستدامته اقتصادياً من خلال إبعاد المؤسسات الحكومية عن الغايات الانتخابية”، مشدداً على أن العراق بحاجة إلى مؤسسات حكومية ذات هم خدمي وتنموي استراتيجي بعيداً عن التنافس الانتخابي.
ودعا السيد الحكيم إلى أن يكون التنافس الانتخابي ضمن إطار البرامج التنموية الشاملة التي تؤسس لحكومة عصرية عادلة، يتم اختيارها بعيداً عن المال السياسي واستغلال المناصب الحكومية، مطالباً بنظام انتخابي حازم وصارم تجاه ذلك للحفاظ على ثقة الناخب.
وتطرق السيد الحكيم إلى أزمة الكهرباء، داعياً إلى تنوير الرأي العام بالحقائق حول هذه المشكلة المزمنة، مؤكداً أن “مواجهة المشكلة وتحمل آثارها يعتبر نصف العلاج”، مطالباً بتوضيح الخلل ومن يتحمل المسؤولية عن عدم وجود حل جذري لها، رغم تعدد الحكومات والميزانيات.
وجدد دعوته لجميع القطاعات إلى مساندة الحكومة نحو إعلان حالة الاستنفار الاستراتيجي لمعالجة أزمة الكهرباء بشكل جذري ونهائي، وأن يستمر هذا الجهد لحين التخلص من هذه الأزمة الخانقة، كما دعا إلى تأسيس حكومة أولويات تهتم بالملفات الأخرى مثل الزراعة والموارد المائية والطاقة النظيفة.
ووجه السيد الحكيم رسالة خاصة إلى الشباب، واصفاً إياهم بـ”وقود التغيير وأمل العراق”، وحثهم على عدم ترك الساحة للفاشلين أو الاستسلام لليأس، والمشاركة بفاعلية في الانتخابات، وعدم السماح لأحد بمصادرة صوتهم أو تزييف إرادتهم الوطنية.
وقال السيد الحكيم بلهجته العراقية: “لا تضيعوها”، مشدداً على أن هذه الانتخابات “مصيرية في تاريخ العراق” ومرحلة تأسيسية لاستدامة وترسيخ الاستقرار، ودعا الشباب إلى أن يكون اختيارهم في صناديق الاقتراع لمن يرونه أهلاً لحفظ العراق واستقراره وسيادته وازدهاره.
المحرر: حسين صباح