كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة هارفارد أن مكملات فيتامين "د" قد تساعد في إبطاء عملية الشيخوخة البيولوجية من خلال تقليل تقصير التيلوميرات، وهي المؤشرات الرئيسية للشيخوخة الخلوية.
وشملت التجربة العشوائية مزدوجة التعمية، التي كانت جزءاً من دراسة "فيتال" الأكبر، 25,871 مشاركاً، مع التركيز على حوالي ألف مشارك من النساء فوق 55 عاماً والرجال فوق 50 عاماً لقياس طول التيلوميرات على مدى عامين.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين تناولوا مكملات فيتامين "د" شهدوا "انخفاضاً كبيراً في تقصير التيلوميرات" مقارنة بمن تناولوا العلاج الوهمي، بينما لم تظهر مكملات الأحماض الدهنية أوميغا 3 تأثيراً مماثلاً.
والتيلوميرات هي تراكيب من الحمض النووي والبروتينات تحمي نهايات الكروموسومات، وتقصر تدريجياً مع كل انقسام خلوي، مما يجعل طولها مؤشراً مفيداً على العمر البيولوجي للخلايا.
وخلص الباحثون إلى أن مكملات فيتامين "د" منعت ما يعادل "ثلاث سنوات من الشيخوخة من حيث التيلوميرات"، وفقاً لما نشرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وقالت جوان مانسون، المؤلفة المشاركة والمحققة الرئيسية في الدراسة ورئيسة قسم الطب الوقائي في مستشفى بريغهام والنساء: "فيتال هي أول تجربة عشوائية واسعة النطاق وطويلة الأجل لإظهار أن مكملات فيتامين د تحمي التيلوميرات وتحافظ على طولها".
وأضافت أن الدراسة "أظهرت أيضاً فوائد فيتامين د في الحد من الالتهاب وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة مختارة للشيخوخة، مثل السرطان المتقدم وأمراض المناعة الذاتية".
من جانبه، قال الدكتور مايكل هوليك، المتخصص في أبحاث فيتامين "د" بجامعة بوسطن، إن النتائج "تتوافق تماماً مع ملاحظة أن التحسن في حالة فيتامين د يمكن أن يقلل من خطر الوفاة بنسبة تصل إلى 90%".
غير أن ماري أرمانيوس، أستاذة الأورام ومديرة مركز التيلوميرات في جامعة جونز هوبكنز، حذرت من أن "الآثار الصحية ليست واضحة" لأن الاختلافات في أطوال التيلوميرات كانت "ضمن النطاق الطبيعي للتباين البشري".
وأشار هايدونغ تشو، المؤلف الأول للدراسة وعالم الوراثة الجزيئية في كلية الطب بجورجيا، إلى أن "النتائج تشير إلى أن مكملات فيتامين د المستهدفة قد تكون استراتيجية واعدة لمواجهة عملية الشيخوخة البيولوجية، على الرغم من ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث".
ودعا الباحثون لإجراء دراسات إضافية لفهم تأثير فيتامين "د" على ديناميات التيلوميرات في مجموعات سكانية أكثر تنوعاً، خاصة أن غالبية المشاركين في الدراسة كانوا من البيض.
المحرر: حسين صباح