نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية تقريراً مطولاً حول تصريح الرئيس دونالد ترامب المثير للجدل بأنه "يدير البلاد والعالم"، وذلك في إطار تقييم الـ100 يوم الأولى من فترته الرئاسية الثانية.
وبحسب التقرير، الذي ترجمه كلمة الإخباري، فقد استهل ترامب فترته الرئاسية الثانية بسلسلة من القرارات المثيرة للجدل، حيث شن حرباً تجارية ضد الحلفاء والخصوم على حد سواء، وسعى لإطلاق محادثات سلام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسط استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، فضلاً عن إثارته للمخاوف من انسحاب الولايات المتحدة من حلف الناتو، ومحاولته الاستحواذ على جرينلاند.
واستطلعت المجلة الأمريكية آراء عدد من الخبراء والأكاديميين المتخصصين في العلاقات الدولية حول مدى صحة تصريح ترامب، حيث قال البروفيسور أندرو باسيفيتش، الذي شارك في تأسيس معهد كوينسي للدراسات: "لا أحد 'يدير العالم' وأي شخص يعتقد أنه يفعل ذلك هو أحمق خطير"، مضيفاً أن فكرة أن الولايات المتحدة "تدير العالم" قد تلقى استحساناً في واشنطن لكنها "محض هراء" يتسبب في كثير من الأذى.
في المقابل، رأى جيمس جولدجير، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية، أن الولايات المتحدة كانت لفترة طويلة الزعيم العالمي بفضل قوتها العسكرية والاقتصادية و"القوة الناعمة"، لكنه أشار إلى أن الموقف المهيمن لأمريكا قد ضعف منذ الحرب الباردة في حين صعدت دول أخرى، وخاصة الصين.
وأكد التقرير أن موقف الصين المتحدي للولايات المتحدة يمثل دليلاً على محدودية قدرة ترامب على إدارة العالم، حيث أصدرت وزارة الخارجية الصينية بياناً متحدياً أكدت فيه أنها "لن تركع أبداً" في الحرب التجارية، مشبهة "الخضوع للمتنمر" بـ"شرب السم لإرواء العطش".
ويشير التقرير أيضاً إلى أن سلوك ترامب "المتسلط" يؤدي إلى ابتعاد الدول الأخرى عن الولايات المتحدة، مستشهداً بنتائج الانتخابات الكندية الأخيرة التي فاز فيها المرشح الليبرالي مارك كارني، الذي استمد شعبيته جزئياً من استعداده للوقوف في وجه ضغوط ترامب، وهو ما اعتبره ترامب نفسه في تصريح لمجلة "ذا أتلانتيك" دليلاً على أنه "كان مكروهاً من قبل الكنديين بما يكفي" للتأثير على نتائج الانتخابات.
ترجمة وتحرير: حسين صباح