أعادت دراسة علمية حديثة تسليط الضوء على نظرية "الارتباط بين الأمعاء والدماغ"، والتي كانت مثار جدل علمي لسنوات، بعدما دُحضت في وقت سابق. وتركز الدراسة الجديدة على دور ميكروبيوم الأمعاء في التأثير على الدماغ، خاصة فيما يتعلق بحالات التوحد.
وقام الباحثون بفحص عينات من البراز بالتزامن مع تصوير الدماغ، مع التركيز على المستقلبات المرتبطة بمسار "التربتوفان" – وهو حمض أميني أساسي يوجد في أطعمة مثل الديك الرومي والسلمون والبيض. وأظهرت النتائج وجود صلة محتملة بين التغيرات في بكتيريا الأمعاء وتطور بعض السمات المرتبطة بالتوحد.
وكشفت الدراسة أن التغيرات في ميكروبيوم الأمعاء قد تلعب دورا أساسيا في الإصابة بالتوحد، حيث وجد الباحثون أن الأطفال المصابين بهذه الحالة يعانون من اختلافات ملحوظة في بكتيريا الأمعاء مقارنة بالأطفال غير المصابين.
وتبين أن هذه التغيرات في الميكروبيوم، وهو النظام البيئي للبكتيريا التي تنظّم عملية الهضم والعديد من الوظائف الحيوية الأخرى، قد تؤثر على أجزاء من الدماغ المرتبطة بالسلوك والتعلم.
ولطالما كانت نظرية "الارتباط بين الأمعاء والدماغ" موضوعا مثيرا للجدل، حيث كانت قد دُحضت في وقت سابق. لكن الدراسة الجديدة تعيد تسليط الضوء على هذه الفكرة من خلال فحص عينات البراز وفحوصات الدماغ في وقت واحد، مع التركيز على المستقلبات المتعلقة بـ "مسار التربتوفان"، وهو حمض أميني يتواجد في الأطعمة مثل الديك الرومي والسلمون والبيض.
وفي الدراسة، قارن الباحثون عينات براز وفحوصات دماغية لأطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و17 عاما مصابين بالتوحد مع أطفال غير مصابين ، ووجدوا أن الأطفال المصابين بالتوحد لديهم مستويات أقل من بعض المستقلبات، وهي جزيئات صغيرة تُنتج أثناء الهضم، مقارنة بالأطفال الطبيعيين. وهذه التغيرات أدت إلى نقص في إنتاج هرمون السيروتونين، المسؤول عن تنظيم المزاج، ما قد يكون مرتبطا بمشاكل السلوك والتواصل التي يعاني منها الأطفال المصابون بالتوحد.
المحرر: علي الصياد