الأربعاء 18 رَمضان 1446هـ 19 مارس 2025
موقع كلمة الإخباري
شيخ الأزهر يدعو لحوار الأديان "لإنقاذ البشرية"
بغداد - كلمة الإخباري
2025 / 03 / 16
0

حذر أحمد الطيب شيخ الأزهر، أكبر مؤسسة دينية إسلامية سنية، يوم الأحد من استغلال بعض جماعات اليمين الأوروبي المتطرف لصورة نمطية مهينة عن الإسلام بشكل شعبوي لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة، داعياً للحوار بين الأديان لإنقاذ البشرية.

وقال الطيب، في كلمة ألقاها نيابة عنه مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك السفير أسامة عبد الخالق، خلال الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، إن "هذه الظاهرة اللامعقولة واللامنطقية، باتت تمثل تهديداً حقيقياً للسلم العالمي".

وأضاف أن "ظاهرة الخوف المرضي من الإسلام ما هي إلا نتاجاً لجهل بحقيقة هذا الدين العظيم وسماحته، ومحاولات متعمدة لتشويه مبادئه التي قوامها السلام والعيش المشترك في كذبة هي الأكبر في التاريخ المعاصر استناداً لتفسيرات خاطئة واستغلال ماكر خبيث لعمليات عسكرية بشعة اقترفتها جماعات بعيدة كل البعد عن الإسلام".

وأعرب شيخ الأزهر عن تقديره "للمواقف النزيهة والشجاعة" لأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ولكلماته التي تحدث فيها عن الإسلام حديثاً منصفاً "ينم عن معرفة حقيقية بهذا الدين وبتعاليمه السمحة التي تقف في مواجهة هذه الظاهرة، وتقطع الطريق على فلسفة الانجرار خلف الأحكام الجاهزة، والخضوع المهين للصور النمطية التي يحاول البعض الصاقها بالإسلام، والتي غالباً ما توظف بشكل شعبوي من قبل بعض جماعات اليمين المتطرف لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة".

وشدد الطيب على ضرورة توحيد الصفوف لبناء جسور التفاهم "على أنقاض الجهل والغطرسة والكراهية"، مؤكداً أن الحوار بين الأديان والثقافات "لم يعد اليوم ترفاً، بل ضرورة وجودية لإنقاذ البشرية من براثن الجهل وسوء الفهم".

وأشار بيان الطيب إلى إطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية، التي وقعها مع البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبو ظبي عام 2019، مشدداً على ضرورة مكافحة خطاب الكراهية "الذي يتسلل عبر الخطابات والممارسات اليومية في منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام".

ودعا شيخ الأزهر إلى إعلاء مفاهيم الحوار والتسامح والتعايش المشترك، وإصدار تشريعات ملزمة، وإطلاق حملات توعوية "تزرع بذور التسامح، وتعزز ثقافة الاحترام المتبادل" مما يتيح التعاون على صناعة خطاب قادر على إعادة روابط التفاهم والتضامن والإخاء بين الشعوب.

وسلط بيان الطيب الضوء على إنشاء مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف لتوضيح مفاهيم الدين الصحيحة للمسلمين ولغير المسلمين في شتى بقاع العالم، ولمواجهة الفكر المتطرف وجماعات الإرهاب وحركات العنف، ورصد أعمال العنف ضد المسلمين.

وطالب البيان بوضع تعريف دولي لظاهرة الإسلاموفوبيا وإنشاء قواعد بيانات شاملة ومحدثة لتوثيق الجرائم والممارسات العرقية والعنصرية ضد المسلمين، واستحداث آلية للمراقبة والتقييم لفعالية التدخلات والمبادرات الهادفة إلى مكافحة الإسلاموفوبيا.

المحرر: حسين صباح​​​​​​​​​​​​​​​



التعليقات