أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن قضية المياه تمثل "القضية الوجودية الأولى" بالنسبة لمصر، مشدداً على أنه "لا يمكن تحت أي ظرف من الظروف التهاون بشأن المياه ولو كان بقطرة واحدة"، وذلك في ظل استمرار الخلاف مع إثيوبيا حول سد النهضة.
وقال عبد العاطي، خلال مشاركته في صالون ماسبيرو الثقافي، إن مصر تواجه تحديات متعددة من مختلف الاتجاهات، لكن قضية المياه تظل على رأس أولوياتها الاستراتيجية.
وتعتمد مصر بنسبة تزيد عن 90% على نهر النيل كمصدر رئيسي للمياه العذبة، حيث يوفر المياه للزراعة والشرب والصناعة لنحو 105 ملايين نسمة، وهو ما يجعل أي تهديد لهذا المورد الحيوي قضية أمن قومي.
ويأتي تصريح الوزير المصري بعد أسابيع من افتتاح إثيوبيا رسمياً لسد النهضة الذي بدأت أزمته عام 2011، حين أعلنت أديس أبابا عزمها بناء السد على النيل الأزرق، أحد روافد النيل الرئيسية، بهدف توليد الكهرباء ودعم التنمية.
وتخشى مصر من تأثير السد على حصتها السنوية من مياه النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب بموجب اتفاقية 1959 مع السودان، خاصة مع الملء والتشغيل غير المنظم للسد، فيما لم تُثمر عشر سنوات من المفاوضات بين الدول الثلاث عن اتفاق ملزم.
وأشار وزير الخارجية المصري إلى "التحديات المتعددة التي تؤثر على اتجاهات مصر الاستراتيجية"، بما في ذلك الحرب الإسرائيلية على غزة، والأزمة الليبية المستمرة، والصراع في السودان، فضلاً عن تحديات ترسيم الحدود البحرية في البحر المتوسط.
وأكد عبد العاطي أن "مصر دولة قوية ولديها مؤسسات وطنية ولا يمكن أن تسمح لأي أحد أن يمس مصالحها أو حدودها أو أمنها القومي أو مصالحها الاستراتيجية وعلى رأسها مصالحها المائية"، مستشهداً بتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي دعا فيها المواطنين للاطمئنان "رغم ما يثار ضد الوطن من مؤامرات".
المحرر: حسين صباح